أكد التقرير المشترك لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية (DHS)، ومكتب التحقيقات الفدرالية (FBI)، صحة النتائج التي توصلت إليها "فاير آي" -الشركة الرائدة عالمياً في مجال حلول الأمن الإلكتروني القائم على استخبارات المعلومات-، بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، من خلال شن هجمات ضد اللجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي، وذلك عبر مجموعة (APT 28) التي تتخذ من روسيا مقراً، وسبق تورطها في عمليات قرصنة إلكترونية ضد حكومات، وأجهزة أمنية وإعلامية وشركات وغيرها. وكانت اللجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي، أعلنت في شهر يونيو 2016 أن اختراق شبكتها يعود إلى الحكومة الروسية، مما أثار جدلاً دولياً حول تورط روسيا في هجمات قرصنة إلكترونية للسطو على معلومات ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضحت "فاير آي"، أنها قامت بتحليل البرمجية الخبيثة التي يزعم أنه تم العثور عليها في اللجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي الأمريكي، وتوصلت إلى أنها متطابقة مع الأدوات والأنشطة التي تم رصدها وتتبعها سابقاً والمستخدمة في حملات خبيثة تتخذ من روسيا مقراً لها، وتعرف باسم حملة "التهديدات المتقدمة المستمرة" وتعرف بمجموعة (APT 28)، مشيرة إلى أن التقرير الأمريكي الأخير الذي صدر في 29 ديسمبر من العام الماضي، يؤكد النتائج التي توصلت إليها "فاير آي" بأن الحكومة الروسية هي من يدعم مجموعة (APT 28). وأشارت إلى أن تاريخ بدء نشاط مجموعة (APT 28) يعود إلى عام 2007 على أقل تقدير، حيث كانت تستخدم في شن هجمات إلكترونية واسعة النطاق بهدف خدمة ودعم المصالح الاستراتيجية الروسية، حيث تمكنت المجموعة خلال هذا السنوات الطويلة من جمع معلومات استخباراتية خاصة بأمور الدفاع والقضايا الجيوسياسية. واستهدفت أنشطة التجسس الإلكتروني للمجموعة شركات في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا ودول الاتحاد السوفياتي السابق، بما في ذلك الحكومة الألمانية "البرلمان الألماني"، والأجهزة الأمنية مثل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والملاحق العسكرية الديبلوماسية والمؤسسات الإعلامية، بما فيها قناة "TV5 Monde"، والشخصيات المعارضة للحكومة الروسية الحالية، وقد أدى بعض هذه الهجمات إلى تعطيل وتشويه المواقع الإلكترونية، وإصدار تنبيهات كاذبة، والسطو على البيانات التي تم نشرها علناً في وقت لاحق على الانترنت. وتستخدم روسيا، منذ العام 2014، مجموعة (APT 28) على نحو متزايد لشن هجمات قرصنة تستهدف السطو على المعلومات بما يتلاءم مع العقيدة العسكرية الاستراتيجية الأوسع نطاقاً. وذكرت "فاير آي" أن السؤال الأكثر الحاحاً حالياً بعد تأكيد تقرير مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية الذي يبيّن دور روسيا في الانتخابات الأميركية، هو: كيف ستستخدم الحكومة الروسية عمليات السطو الناجحة على المعلومات، بما في ذلك اختراق وتسريب البيانات لتقويض المؤسسات والسياسات والأطراف الفاعلة التي ترى بأنها تتعارض مع توجهاتها؟، موضحة أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت الانتخابات الأمريكية ليست إلا مؤشراً على القدرات الخفية الهائلة التي استخدمت سابقاً ضد حلف شمال الأطلسي والحكومة الألمانية ومراكز البحوث والمؤسسات الإعلامية والشخصيات البارزة.