شعبان عبدالرحيم لم يأت المغني المصري شعبان عبدالرحيم بجديد عندما قدم أغنية «كلام كبير» وأهداها لجيش الحشد الطائفي الذي تقوده إيران في الأراضي العراقية، فهو مثل كثير من الفنانين العرب الذين اصطفوا مع المجرمين وهللوا للطغيان وتنكروا لرسالة الفن الداعية للحب والجمال والسلام، إما رهبة من بطش الطاغية أو طمعاً في المال. في السنوات الأخيرة صُدم الجمهور العربي بكثير من الفنانين الذين كانوا يتغنون بقيم الفن والإنسانية ثم في أول امتحان تنكروا لكل مبادئهم ووقفوا في صف الديكتاتورية ضد الإنسان العربي البسيط، وأعلنوا موافقهم بكل صراحة وصفاقة في وسائل الإعلام. وما تصريحات دريد لحام وميادة الحناوي ورغدة وإلهام شاهين التي مجدت أفعال الطاغية بشار الأسد ورحبت بالاحتلال الإيراني لسورية والعراق إلا مثالاً مؤسفاً على ما وصل له الفن العربي من اختلال في المبادئ والقيم. يذكر التاريخ القريب أن فنانين مثل كاظم الساهر ورباب وسعدون جابر قد غنوا يوماً لصدام حسين لكنهم اعتذروا عندما سنحت لهم الفرصة وبينوا -ولو بشكل موارب- بأنهم غنوا خشية ورهبة وليس قناعة بالزعيم الديكتاتور. أما شعبان عبدالرحيم فهو يختلف عن هؤلاء في أنه شخص ساذج لا يدرك أبعاد المرحلة ولا يعرف حتى ما هو الحشد الطائفي ولا طبيعة دوره في العراق، وكان وما يزال «أراجوز» ومهرج في نظر الجمهور العربي بل في نظر وسائل الإعلام التي تستضيفه، وغنائه للحشد الطائفي «الإيراني» أمر يليق بالطرفين تماماً، وطبيعي تماماً، فالمجرم لن يجد من يتغنى به سوى «مهرج» مرتزق لديه استعداد ليبيع صوته من أجل حفنة دولارات.