تعد خطبة الجمعة من شعائر الإسلام وأحد عوامل التجديد لما لها من دور كبير في توعية الناس وتثقيفهم في أمورهم الدينية والدنيوية بشكل أسبوعي كوسيلة إعلامية مهمة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان في وقت لم يكن فيه وسائل إعلام وكونها تعطي المسلم دفعة إيمانية تسير حياته اليومية خلال الأسبوع حتى الأسبوع الذي يليه، كما أنها وسيلة مهمة من وسائل الإرشاد والتقويم والتذكير لمجموعة كبيرة وحشود غفيرة من الناس في مكان مخصص يتفاوتون في مستوياتهم التعليمية والفكرية والعقلية والثقافية والسلوكية ويتباينون كذلك من حيث الالتزام والتقوى والاستجابة والتأثير لما يتحدث به خطيب الجمعة جاؤوا برغبتهم في مكان مخصص ويوم مخصص وساعة مخصصة ولذلك يجب على خطيب الجمعة أن يجتهد في إعداد الخطبة وأن تكون لغة الخطبة مفهومة للجميع وخالية من التعقيد اللغوي والتكلّف والابتعاد عن التكرار في المعاني والأطروحات والتجديد ومواكبة أحداث الساعة وقضايا العصر والاستشهاد بالوقائع ويجعل من متغيِّرات العصر موضوعاً يعالج بالحكمة والموعظة الحسنة وترتيب الأفكار ووحدة الموضوع والتجديد ومواكبة الوقائع والابتعاد عن السب والقذف والتجريح في الاشخاص او المؤسسات او الدول وعدم الانفعال وعدم رفع الصوت والتطرق إلى الموضوعات الراهنة والمعايشة على المجتمع كمشكلة تفاقم وخطورة حوادث المرور والأضرار البيئية وتعاطي المخدرات وتجنب الفساد المالي والإداري والإخلاص في العمل والقضاء على البطالة والرشوة ومواجهة مغريات الدنيا وتوضيح طوق النجاة من الوقوع في المعاصي والآثام بأسلوب محبب ومرغب ومقنع وسلس, ورغم الجهود المبذولة من قبل وزارة الشؤون الإسلامية إلا أن هناك بعداً واضحاً عن اهتمام خطباء الجمع التي تشهدها الجوامع عن واقع المجتمع وقضاياه المعاصرة وجنوح بعض الخطباء هداهم الله نحو أحاديث ومواضيع لا تخدم الهدف من خطبة الجمعة كالتعرض لبعض الاشخاص بالسب والشتم والقذف والدعاء والتكفير والاعتراض على بعض الامور الخاصة بالمرأة من حيث التعليم والابتعاث العلمي والبيع والعمل الشريف وتحويل الخطبة إلى تحريض وتجريح وتهييج الناس والمجتمع للاعتراض على امور معينة يراها من وجهة نظر شخصية انها خطأ وحرام بينما يراها المسلمون طبيعية ومباحة ولا خلاف عليها بدلا من كونها جرعات إيمانية أسبوعية مكثفة تعالج قضايا وهموم المسلمين الدينية والدنيوية، كما ان هناك من يعتلي المنابر في غير خطب الجمع ويتكلم في أمور دينية ودنيوية امام الناس وعبر القنوات الفضائية وهو ليس من اهل العلم وغير متخصص فيما يتكلم عنه وللاسف يلقى من يستمع اليه ويتأثر بكلامة, إذاً لا بد من تدخل وزارة الشؤون الاسلامية والحرص على اختيار الخطباء من أهل العلم والحكمة والفطنة والاعتدال والوسطية حماية للمنابر وحتى لا يحرضون الناس ويدفعون المجتمع الى الفتنة والاضطرابات ومساءلة المخالف منهم والتأكد من عدم ظهور بوادر التطرف والإرهاب الفكري.