دكتورة صيدلانية نداء زيني * كثرة الأدوية هو النتيجة الحاصلة من تناول عدة أدوية لمعالجة أمراض متعددة مثل الضغط والسكر وأمراض القلب في نفس الوقت، بعضها قد لا يكون ضرورياً، المشكلة تكمن في وصف عدة أدوية من أطباء مختلفين أو مستشفيات متعددة، كل منهم يعمل على حدة. لنتخيل أن مريضاً بالسكر يتناول علاج المتفورمين مع الأنسولين وهو يتابع مع الوحدة الصحية، وتم تنويمة في إحدى المستشفيات لعلاج الفشل الكلوي لديه، بسبب عدم انتظام معدلات السكر في دمه أضاف الطبيب لدية علاجاً جديداً دون أن يعلم أنه مستمر على الأنسولين، في مثل هذه الحالة قد يتعرض المريض لهبوط حاد بمستوى السكربالدم بسبب تعدد الأدوية لمرض واحد، بينما قد يكون الحل الأمثل هو زيادة جرعات الإنسولين التي يستخدمها. إن أكثر من 12٪ من المرضى يتناولون أكثر من 10 أدوية مختلفة خلال الأسبوع، هذا يشمل الأدوية الوصفية واللا وصفية كالفيتامينات الأسبرين ومسكنات الألم وغيرها، وكلما زادت الأدوية التي يتناولها المريض زاد إحتمال التعرض للأعراض الجانبية منها، ومن أكثر مجموعات الأدوية المسبب للأعراض الجانبية: المضادات الحيوية, الأدوية الخافضة للسكر, أدوية القلب, مدرات البول, وأدوية منع التجلط، وقد أثبتت الدراسات الأثر السلبي للإفراط الدوائي فمن أبرز الآثار السلبية هو تعارض الأدوية مع بعضها مما قد يتسبب في أعراض جانبية نحن في غنى عنها خصوصاً وأن الطبيب ليس لدية علم كافي بالتاريخ المرضي أو الأدوية التي يتناولها المريض باستمرار. إن 44٪ من الرجال و 57٪ من النساء ممن تفوق أعمارهم 65 عاما يتناولون خمسة أدوية أو أكثر أسبوعياً، لذلك فإن الإفراط الدوائي يعتبر مصدر قلق لدى كبار السن، خصوصا أن 50% من المرضى كبار السن يتناولون دواء واحد أو اكثر غير ضروري طبياً، والسبب في ذلك أنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة كضعف البصر والسمع وفقدان الذاكرة كما أن معدلات التمثيل الغذائي ووظائف الكلى قد تكون أقل من معدلها الطبيعي مما يجعلهم أكثر عرضة للأعراض الجانبية مثل السقوط, الإرتباك وتدهور الوظائف الحيوية. بالنسبة لكبار السن فإن الأعراض الجانبية قد تمر دون أن يتنبه لها أحد، لأنها قد تشابه أعراض مرضية مصاحبة للتقدم في العمر مثل التعب, النسيان, الرعشة، والأسواء من ذلك أن الأعراض الجانبية قد يساء تشخيصها كمرض جديد وقد يوصف لها علاج جديد لحلها، فما هو الحل؟ المسوؤليه تقع على المريض، الطبيب، الممرض و الصيدلي، كمريض يجب أن تعرف أدويتك جيدا؟ والمهم أن تعرفها بأسمائها العلمية وليس التجارية، لأن العلامة التجارية عرضة للتغيير باستمرار، لماذا تأخذ العلاج وكيف يعمل؟ هل ستشعر بتحسن أم أن التحسن سيظهر من خلال التحاليل؟ ما هي الآثار الجانبية للعلاج؟ هل يتعارض الدواء مع الطعام أو أية أدوية أخرى؟ ما الحل إذا نسيت تناول الدواء في الوقت المحدد؟، كل هذه الأسئلة وأكثر على المريض معرفتها قبل البدء بالعلاج، ويجب أن يكون على وعي كامل بالخطة العلاجية، إذا كنت مريضا ولديك أدوية متعددة أطلب من طبيبك أو الصيدلي مراجعتها كاملة، مراجعة الأدوية يتضمن تقييم الحاجة الملائمة والمستمرة للعلاج والجرعة والآثار الجانبية ، إضافة للتأكد من عدم تعارضها مع أدوية اخرى. أما الطاقم الطبي فعليهم تجنب وصف الدواء للمشاكل الطفيفة غير المحددة، أو التي قد تتحسن دون تدخل علاجي، قبل البدء بالعلاج، من الممكن أن يطلب من المريض تغيير نمط الحياة إذا كان ذلك ممكناً، فمثلا عند تشخيص الإصابة بإرتفاع ضغط الدم فإن أفضل الحلول هو تغيير نمط الحياه كممارسة الرياضة وإتباع نظام غذائي صحي، والإقلاع عن التدخين، ويوصف علاج ارتفاع ضغط الدم في حال فشلت الإجراءات الأولية، يحبذ أيضا تبسيط العلاج وجعلة محدودا للأدوية الضرورية، كما وينبغي مراجعة الأدوية كاملة خصوصا مع المرضى المنومين، وأخيراً قبل صرف أي علاج يجب التأكد من أن الوصفة والجرعة ومدة العلاج صحيحة وأنه لا يوجد تعارض مع الأدوية الأخرى. * قطاع الرعاية الصيدلية