غالباً ما يعاني المريض المسن من أمراض متعددة وآلام مزمنة يتطلب التعامل معها زيارة العديد من الأطباء في اختصاصات مختلفة. وكثيراً مايؤدي ذلك إلى وصف أدوية متعددة من قبل كل من هؤلاء الإختصاصيين وتراكم قائمة طويلة من الأدوية. وهذا بحد ذاته مشكلة أخرى ومرض آخر، فكلما زاد عدد الأدوية كلما زاد احتمال الآثار الجانبية والأخطاء في الجرعة واحتمال تداخل الأدوية وتعارضها بما ينعكس سلباً على صحة المريض ويطلق على هذه الظاهرة اسم «ظاهرة تعدد الأدوية» ال«PolyPharmacy». تحدث هذه المشكلة عند المريض المسن المصاب بأمراض وأعراض متعددة ويراجع عدة أطباء من اختصاصات مختلفة يقوم كل واحد منهم بوصف «العلاج الملائم» للمشكلة التي يهتم بها دون اطلاع كافٍ على المشاكل الأخرى التي يعاني منها المريض والأدوية الأخرى التي يتناولها. فإذا أضفنا لذلك أن المريض قد يلجأ إلى الصيدلية مباشرةً أو يصف لنفسه أدوية أخرى يأخذها مرضى آخرون زادت المشكلة تفاقماً. وأهم الأدوية الشائعة في هذا السياق هي المسكنات وخافضات الضغط والسكر وأدوية القلب والمنومات والمهدئات وغيرها. كيف نتحكم بهذه المشكلة؟ من الصعب تجنب إعطاء العديد من الأدوية وخاصةً في حالة وجود أمراض وأعراض مختلفة، ولكن اتباع بعض النصائح قد يساعد في حالة الحاجة إلى أطباء من اختصاصات مختلفة، فإن مهمة التحكم بقائمة الأدوية يجب أن تكون في بال الجميع ولكنها من مسؤولية الطبيب الأساسي وعادةً ما يكون طبيب العائلة أو طبيب الباطنة. كما يجب التحكم بقائمة الأدوية، بمعنى أنه يجب على الدوام معرفة كل الأدوية التي يتناولها المريض بمافي ذلك أدوية الأعشاب ومعرفة كيفية أخذها وجرعاتها وأوقاتها. وقد يبدو الأمر مبالغاً فيه إلا أنه بالغ الأهمية وذلك لتجنب حدوث خطأ دوائي. والحرص على احضار جميع الأدوية عند زيارة الطبيب وعدم الإكتفاء بقائمة مكتوبة والإصرار على مراجعتها للتأكد من أنها ضرورية وأنها تؤخذ بالشكل الصحيح. وعدم وصف أي علاج إلا إذا كانت الفائدة المرجوة أكبر من الآثار الجانبية المحتملة حسب رأي الطبيب. وكثيراً ما يكون العرض المطلوب علاجه ناجم عن أخذ أحد الأدوية وفي هذه الحالة يجب ألا يصف الطبيب دواءً جديداً وإنما يجب إيقاف الدواء المسبب. ومن أمثلة ذلك آلام المعدة الناجمة عن تناول المسكنات وعلاجها بتغيير الدواء المسكن وليس بإضافة علاج آخر لحماية المعدة. وقد تختلف الجرعة اللازمة عند المسنين عنها عند الشباب وعادةً ماتكون أقل وهذا يجب أن يكون في حسابات الطبيب المعالج. الدكتورة خلود ماجد النونو صيدلانية مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث – جدة