أدت الثلوج التي هطلت أمس على حلب إلى منع مغادرة آلاف السكان الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة البرد وسندان قوات النظام. ميدانياً أعلن الجيش التركي أن قوات "الجيش السوري الحر" المدعومة منه قد سيطرت على الطريق السريع الواصل بين مدينتي الباب وحلب السوريتين. إلا أن القوات التركية ذكرت في بيان لها أن أربعة من جنودها قد قُتِلوا في الاشتباكات مع داعش. من جهته، أعلن سلاح الجو التركي عن تدمير 48 هدفا تابعا لتنظيم داعش، من بينها مخابئ ومستودعات ذخيرة ومراكز قيادة وتحكم. إجلاء تحت الثلوج قال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية الموجود في منطقة الراموسة على اطراف حلب، ان الثلج تساقط بغزارة على حلب وغطى اطرافها مع انخفاض اضافي في درجات الحرارة. وقال ان اي حافلات لم تعبر منذ الصباح. من جهته ذكر رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين أحمد الدبيس والذي يشرف على تنسيق عملية الاجلاء من شرق حلب ان "حافلتين تقلان 150 راكبا وثلاث سيارات اسعاف تنقل عددا من الجرحى في حالات مستقرة، خرجت عند الثالثة والنصف فجرا من شرق حلب" واوضح ان "31 حافلة ونحو مئة سيارة خاصة تستعد ظهر الاربعاء للخروج" ايضا. وبحسب الدبيس، فإن عدد المحاصرين في شرق حلب "بدأ ينخفض مع انتقال العديد من العائلات الى مناطق تحت سيطرة قوات النظام واخرى تحت سيطرة الاكراد" وقال ان "اخرين يترجلون من الحافلات لدى وصولها الى حواجز قوات النظام" تمهيدا للانتقال الى غرب المدينة. وكانت مؤسسات إنسانية عاملة في سورية قد اشتكت من قسوة أوضاع من يتم إجلاؤهم، حيث ينتظر النازحون قوافل الحافلات في درجات حرارة تصل لحد التجمد. وقال أحد عمال الإغاثة إن بعض النازحين قالوا إن أطفالا ماتوا خلال الانتظار الطويل في البرد. وقال مسؤول بالمعارضة في تركيا أنه - وعلى الرغم من خروج الآلاف من حلب -ف لم يغادر سوى نحو نصف عدد المدنيين الراغبين بالخروج. وعمليات الإجلاء جزء من ترتيب لوقف إطلاق النار ينهي القتال في حلب التي كانت أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان، أما في الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة من حلب فقد كان الوضع مختلفا تماما. فقد توافد حشد كبير من الناس على قاعة رياضية في المدينة وأخذوا يلوحون بالأعلام السورية ويرقصون على إيقاع موسيقى وطنية. السوريون في الزعتري كان السوري أبو وسيم -وهو من الغوطة الشرقية- قد لجأ لمخيم الزعتري الأردني قبل ثلاث سنوات. قال أبو وسيم لتلفزيون رويترز إن المخيم كان مختلفا تماما عما هو عليه الآن. وأضاف أبو وسيم أن وضع المخيم كان مزرياً حينما وصل إليه في شتاء 2013، فالنوم كان في خيام والأرضية طينية و"الوضع لا يطاق" إلا أن الأمور تحسنت: "بعث لنا الناس بكرافانات وتحسن الوضع والأمور بخير. الأمور ممتازة". أما أبو محمد فيكسب رزقه من إصلاح الدفايات لاسيما وأن الطلب على خدماته يزيد، مؤكداً أن المخيم شهد تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية. وقال لتلفزيون رويترز "التغيرات كثيرة. أصبحت هناك والمنظمات بذلت جهداً. تم توفير خدمات الصرف الصحي والماء. كما تم توفير خدمات الشوارع وتعبيد الطرقات. تغيرت الأمور كثيراً. لم يكن هناك في الفاضي إلا الغبار والوحل والخيام". وقالت بلقيس بشارات الموظفة في قسم العلاقات الخارجية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين "تم إنشاء شبكة صرف صحي ووضع خطط لمنع تجمعات الأمطار. ما يصلنا من ردود فعل يؤكد أن الخدمات تحسنت كثيراً عما كانت عليه في الماضي".