في الخطاب الملكي السنوي امام مجلس الشورى وفي اعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، رسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- مسارا السياسة السعودية وآليات التعاطي مع القضايا المحلية والدولية، فمضامين هذه الكلمة التي القاها خادم الحرمين امام اعضاء مجلس الشورى شكلت وثيقة سياسية وخارطة طريق تلتزم بها المملكة امام الوطن حيث اكد الملك سلمان ان على اعضاء مجلس الشورى وضع الوطن وخدمته امام اعينهم. المملكة العربية السعودية لاعب رئيس في العالم سياسيا واقتصاديا ومكانتها العربية والاسلامية مكنتها من التأثير المباشر والغير مباشر في المحافل الدولية والمحلية والاقليمية فهي ملتزمة بنهجها الاسلامي وملتزمة بخدمة الحرمين الشريفين عبر تقديم ارقى الخدمات وفرض اعلى التسهيلات في خدمة الحرمين الشريفين والقاصدين من المسلمين في جميع انحاء العالم، فالمملكة تستشعر دورها الاسلامي وتدرك ان خدمة الحرمين الشريفين واجب تاريخي عليها وهذا ما تأكد في الكلمة الملكية التي وضعت خدمة الحرمين على رأس أولويات هذه الدولة كون خدمة الحرمين الشريفين مهمة تاريخية لهذه الدولة قامت بها وسوف تضل تقوم بها على مر التاريخ. وفي سياق ما يعانيه العالم من بروز ظواهر التطرف والغلو من خلال ظهور الجماعات المتطرفة وانتشارها اكد الملك سلمان -حفظه الله- أن محاربة التطرف والغلو على رأس اهتمامات الحكومة السعودية بهدف تعزيز الدين الوسطي ومحاربة كل من يسيء الى الدين الاسلامي سواء بالتطرف والغلو أو بالإساءة الى قيم الدين الاسلامي العظيم، فالمملكة العربية السعودية سوف تظل في خدمة هذا الدين العظيم بوسطيته التي جعلت منه دين للتسامح والاخوة في العالم. في الشأن الداخلي تطرق خادم الحرمين الشريفين الى بعد اساسي يرتبط بتحقيق اعلى معايير الامن وحفظ الوطن وسيادة الاستقرار والرخاء وتحقيق الرفاهية لكل مقيم على هذه الأرض، من خلال التعامل الواقعي مع المستجدات والقضايا الدولية سواء في بعده الاقتصادي أو السياسي، فالسياسة السعودية في هذه الكلمة الملكية تميزت بوضوح كبير وخاصة في التعامل مع الوضع الاقتصادي فتأثيرات انخفاض اسعار البترول على الاقتصاد السعودي ودور الحكومة في تخفيف هذه التأثيرات بدا واضحا في سياق ما تحدث عنه خادم الحرمين الشريفين في كلمته. لقد طرح خادم الحرمين وبكل شفافية الاجراءات التي اتخذتها الحكومة من اجل المحافظة على البنية الاقتصادية وحفظ المجتمع فقد استشعرت الحكومة كما قال الملك سلمان -حفظه الله-، ان عليها القيام ببعض "الإجراءات الاقتصادية المؤلمة" التي لم يكن امام الحكومة سوى القيام بها حفظا للوطن واقتصاده واستباقا لمشكلات اقتصادية قد يصعب حلها فيما لو لم تتخذ الحكومة مثل هذه الإجراءات السريعة، ففي هذا السياق اكد خادم الحرمين الشريفين ان المملكة قدمت رؤيتها (2030) من اجل بناء مستقبل اقتصادي مشرق تتنوع فيه مصادر الدخل وتسوده الشفافية من اجل ضمان استقرار هذا الكيان وحفظ موارده وإمكاناته للأجيال القادمة. خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أكد أن السياسة الخارجية السعودية تستمد مبادئها من الاسس التي قامت عليها هذه الدولة مستمرة في بناء علاقات اخوية مع الجميع بما يخدم مصالحها ومصالح السلم العالمي، فالسياسية السعودية ترى ان الازمات الدولية يجب ان تحل من خلال المسارات السياسية المناسبة تحقيقا لتطلعات الشعوب وحفظا لأمن الدول. على الجانب الاخر تطرقت الكلمة الملكية الى تلك الظروف التي تمر بها المملكة وأنها قادرة برجالها تجاوز هذه الظروف بكل ابعادها وأثارها ولعل التأريخ يشهد أن المملكة تجاوزت الكثير من الظروف وخرجت بأكثر متانة وقوة وهذه الرسالة المطمئنة من خادم الحرمين الشريفين تعكس حرص القيادة على الاستقرار والتطور، فاليمن كما قال -حفظه الله- جار عزيز لن تقبل السعودية التدخل في شؤونه ولن يكون اليمن محطة سياسية تستثمر من الأعداء للإساءة الى المملكة والشعب اليمني الصديق.