كشف الباحث في الآثار د.سليمان الذبيب أن التفكير في العمل بموقع الرخيبة الأثري بدأ منذ ما يزيد على ثلاثة عقود عندما اقترح قسم الآثار إبان رئاسة د.عبدالرحمن لأنصاري" على الجامعة إنشاء مبنى عُرف بعد افتتاحه في 1405 باسم مركز البحوث الأثرية بالعلا"، ورغم هذا الافتتاح واستلام الجامعة له إلا أن السنين العجاف التي مرت على الجامعة حالت دون البدء الفعلي بالتنقيب الذي كان على وجه التحديد مطلع شهر محرم من عام 1425ه الموافق 2004م، ولعل ما دفع الأنصاري لاختيار الموقع إضافة إلى ما توصل إليه الفرنسيان جوسين وسافنياك من أن هذا الموقع وتحديداً المحيط بالحوق، ليس إلا معبدًا هو الآثارل الشاخصة التي تبين الأهمية الواضحة التي احتلها الموقع. جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر الثقافي صباح أمس السبت حيث استعرض الذبيب عاصمة مملكتي دادان ولحيان وموقعها المثالي المحصن من الجهتين الشرقية والغربية بسلسلة جمبال طبيعية التي حمت الموقع من عبث الإنسان وتقلبات الطبيعة، وعن موقعها الإستراتيجي في منطقة الحجاز وشبه الجزيرة العربية، وتوفر الثروات الطبيعية فيها، وقربها من الوادي الذي ساعد على استغلال أهلها للمياه وأراضيها الخصبة. وأشار إلى أن تاريخ الاستيطان الموسمي في دادان يعود أثره إلى العصر الحجري القديم، ثم جاء الاستيطان الدائم في العصر الحجري الحديث، خاصة في المواقع الأثرية الواقعة إلى الشمال الغربي من مدائن صالح، بسبب ظواهره المعمارية وأضاف بأن تاريخ العاصمة يعود إلى العصر الحديدي المبكر وتحديداً القرن السادس قبل الميلاد، حيث تأسست مملكة لحيان استناداً إلى النقش الآرامي في القرن التاسع قبل الميلاد، وهكذا عندما نشأ هذا الكيان السياسي كان لابد لابد من إقامة ونشوء علاقات متعددة غلب عليها البعدين التجاري والاقتصادي مع العديد من الممالك والدول والمجتمعات الأخرى ليس فقط لأهمية "دادان" السياسية إقليمياً بل تجارياً واقتصاديًا ولما يمثله هذا الموقع من أهمية إستراتيجية. وقال إن مملكة لحيان استناداً إلى الدراسات الأثرية كانت في بداية القرن الخامس قبل الميلاد. وتحدث عن الموسم الثاني عشر والتسلسل الطبقي في التحليل ووحدة التنقيب الخامسة عشرة والأرضيات من الطبقة السطحية والتربة الرملية والتربة الطينية وطبقة رديم أحجار البناء وطبقة صلة والأرضيات والكتل الحجرية، كما تحدث عن العناصر المعمارية المكتشفة من الجدران والفجوات والدرج والدعامات مستعرضاً ذلك بالصور للمواقع الأثرية. ثم تحدث في ختام المحاضرة عن المعثورات وأجزاء التماثيل والنقوش والميازيب والمساحن والمجامر الحجرية والثقالات والأحواض والأعمدة والمعادن والعملة والبئر والمسح الجيوفيزيائي.