أصبح التلاعب بالتاريخ الرياضي أمرا سهلا لدى الكثير من الذين يريدون تطويع أحداثه وتفاصيله الكبيرة والصغيرة وفق ميولهم وحسب رغباتهم ومايناسب أنديتهم، لا ينطلقون من قاعدة معلوماتية موثقة 100% وموحدة يتفق عليها المختلفون ومن يحاول التزييف وتكون ثابتة كل الوقت، ولكنهم يفضحون أنفسهم بحضورهم الحافل بالتناقضات التي لا تغيب عن المشهد عبر الفضاء والصحف والمواقع المختلفة حتى اصبحوا اضحوكة، كل ما رموا في بحر المعلومات الموثقة كذبة جديدة على أمل أن تتحول إلى حقيقة مع مرور الزمن كشفتها عشرات التناقضات ومحاولة التزييف والضحك على الذقون وممن؟.. من اشخاص يعيبون على من سبقهم تدوين الأحداث وهم لم يواكبوا بداية الرياضة، ولكنهم يعتمدون على اقوال وتحريف من يوافقهم الميول، حتى شاهدنا العجائب التي منها أن أندية مثلا تغيب عن المنصات فترة طويلة، وفجأة خلال هذا الغياب تتكاثر بطولاتها وكأنها فازت بها بعيدا عن الأنظار، صحيح أن التاريخ -أي تاريخ- لايخلوا من الشوائب والأخطاء والأهواء والتعديلات وفق مالا يريده المهزوم وصاحب الأرقام الضعيفة والحضور الأقل، ولكن ليس بتلك الصورة المخجلة التي شوهت تاريخ بعض الأندية والرياضة على السنة اناس لا يحترمون المتلقي الرياضي ولا التاريخ ولا الوقائع في أعوام مضت، وهنا مشكلة كبيرة وعبث لا مبرر له على الاطلاق. مؤرخو الغفلة وخبراء التناقضات وهواة التزييف لديهم القدرة على الكذب من دون حياء ولا خجل، حتى لو كان التاريخ حاضرا بكامل صفحاته وكأن الأمر سهل للغاية ولا أحد يحاسب، والمضحك أن كلا من انصار النادي الواحد الذين يدّعون حفظ التاريخ ونقله بكل أمانة لدى كل واحد منهم معلومات متناقضة عن تاريخ وبطولات فريقهم فمرة تنقص وتارة تزيد، حتى بعض الاتحادات والمسؤولين يحاولون التحريف على ألسنتهم ومن خلال بعض الأوراق، فهذا الأمين السابق للاتحاد السعودي لكرة القدم سعيد جمعان ادعى البعض بأنه وثق بطولات نادي النصر من خلال الاتحاد السعودي عبر خطاب وصل من الاتحاد القاري، وظلت تلك الورقة مستندا لدى البعض، وهناك من صدقها، قبل أن يظهر جمعان للملأ عبر الفضاء ويؤكد أنه لم يتم الاعتماد وأن الورقة المزعومة مجرد استفسار لم يتم الرد عليها حتى الآن. بعضهم يريد أيضا أن يمرر المعلومات المغلوطة حتى تصبح مستقبلا اشبه بالوثيقة المنقوصة "عيني عينك" على الرغم من أنه لا مستند ولا وثائق فذهب إلى أن جائزة افضل لاعب في آسيا بدأت عام 1984 وأن ماجد عبدالله فاز بها ثلاث مرات متتالية، ولم يعلم أن هذه الجائزة بدأت عام 1994 وفاز بها سعيد العويران، ربما يكون ماجد فاز بأحد الجوائز لأفضل لاعب في إحدى البطولات المجمعة ولكن جائزة العام فلا أحد يعلم كيف ومتى؟، والمضحك أكثر عندما طلب منهم بعض المستندات، اعتذروا بحجج مضحكة لا يلجأ لها الا المفلس من كل الأدلة والبراهين والواضح أن من لا يقبل الحوار ويقدم الأدلة شخص يريد الالتفاف على الحقيقة ويظلل الناس؟. السؤال من يوقف هذا العبث بالتاريخ ويحاول أن يسلخ عنه ثوب المصداقية وضربه في مقتل؟.. الآن عرفنا بكائيات البعض عندما اعتمدت هيئة الرياضة معايير توثيق البطولات، وهذا ما لايريده هواة التزييف والتلاعب بالتاريخ وتغيير الواقع. كما عرفنا سر البكاء والصياح والعويل مجرد أن تحركت هيئة الرياضة مشكورة من خلال فريق عمل توثيق البطولات لحماية التاريخ ووضع المعايير المطلوبة وتصنيف كل بطولة حسب اهميتها ومستواها سواء كانت محلية أو دولية، هناك من لا يريد ان تنكشف الحقيقة المرة، والواضح أن التساهل في حفظ التاريخ منذ فترة طويلة شجع البعض على الاتيان بأرقام متناقضة، وآخرون استغلوا ذلك لتمرير بعض الخطابات والمعلومات على أنها تمثل بطولات معتمدة من الاتحاد السعودي لكرة القدم وهيئة الرياضة وجهات رياضية أخرى من دون أن يتحرك المسؤولين في الاتحاد ورعاية الشباب سابقا التي كان معظم مسوؤليها يعمل باتحاد الكرة ومنهم الدكتور صالح بن ناصر وعبدالرحمن الدهام وعبدالله صقر وعبدالله العذل ومسؤولين آخرين يفترض عليهم تشكيل اللجان (فالصلاحيات لديهم) وهم قريبون من المشهد الرياضي وشهود على العصر، والغريب أن بن ناصر والفرج انتقدا عمل فريق توثيق البطولات الحالي بدلا من التشجيع على حفظ التاريخ وكأنهما يشكوان عجزهما عن تدوينه في أعوام مضت، بدلا من التواصل مع الفريق وامداده بالمعلومات وتفاصيل البطولات على مستوى المناطق والمملكة والودية المحلية والدولية والخارجية الرسمية وماهي الآلية المتبعة، اما تعويم الأمر والحديث عن عموميات ونقد توجه هيئة الرياضة ففيه زيادة على الجهل بالتاريخ الرياضي الذي كان ضحية لعدم المتابعة منذ تأسيس الرياضة وحفظ بطولات كل ناد بعيدا عن الاجتهادات. وفي ظل عدم حماية التاريخ فلا نستغرب لو ظهر أحدهم مستقبلا بذكر معلومات وبطولات لا يعلم عنها إلا هو على طريقة حصول ماجد عبدالله على جائزة أفضل لاعب آسيوي أعوام 84-85-1986، نقدر تاريخ النجم السعودي الكبير ولكن ليس بهذه الطريقة نعمل على تلميعه فجائزة أفضل لاعب قاري الكل يعرف بدايتها عام 1994 وكان العويران هو صاحب السبق في نيلها، وليت من اقحم اسم ماجد يذكر لنا بالضبط تفاصيل الجائزة اما الاعتماد على وكالة "يقولون" و"ويكيبيديا" حتى لو بأقلام مشجعين يطير بها المتعصبون ويحاولون ايهام الناس بأنها حقيقة فهو توثيق لا يعتد به. تحركات هيئة الرياضة الأخيرة بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد وفريق عمل توثيق البطولات برئاسة تركي الخليوي جعلتنا نرى الضوء في بداية النفق باتجاه الطريق الصحيح والخروج بنتائج يعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" وبالتالي قطع الطريق على هواة العبث بالتاريخ وتشويهه، وتقديمه للمتابع مع ظهور وسائل الإعلام الحديث بثوبه الناصع، اما من شعاره التزييف وتكاثر بطولاته مع كل موسم حتى وفريقه لم يصعد للمنصة فحتما سيكون التوثيق الرسمي وبالا عليه وقاصمة لظهره ولكل من لا يقبل بالأرقام الموثقة. جمعان.. كشف حقيقة الخطاب المرسل للاتحاد القاري