رغم أن تعز شهدت فترة هدوء خلال الليل، إلا أن ريف المدينة كان مسرحاً لاشتباكات عنيفة بين مليشيات الحوثي وصالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، حيث تبادل الطرفان القصف المدفعي في جبهة الأحكوم بمديرية حيفان جنوب تعز. كما وقعت اشتباكات بين الطرفين في منطقة حِمِير بمديرية مقبنة غربي تعز، وكذلك في منطقة الاحيوق بمديرية الوازعية غربي المدينة. كما شهدت جبهات القتال في كرش والقبيطة في لحج اشتباكات مماثلة. وشنت مقاتلات التحالف غارات على معسكر النهدين جنوبي العاصمة صنعاء. الى ذلك، حذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز - في تقرير له - من تدهور الأوضاع الإنسانية في المحافظة لشهر نوفمبر من العام الجاري 2016 ووقوع مجاعة وكارثة إنسانية في تعز جراء توقف المساعدات الاغاثية. وأعلن ائتلاف الإغاثة في تقريره عن مقتل 172 شخصاً وجرح 721 آخرين - بينهم نساء وأطفال - خلال نوفمبر الماضي، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي المكثف على الأحياء السكنية. وتصدر الرجال الرقم الأعلى من بين أعداد الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى 143، كما جرح 504 آخرين. في حين جاء الأطفال في المرتبة الثانية من حيث أعداد الضحايا، حيث وصل عدد ضحاياهم إلى 23 قتيلا، و130 جريحا، بينما قُتِلَت 6 نساء، وأصيبت 52 امرأة أخرى. وقال الائتلاف أن 65 منزلاً ومنشأة ومحلا تجاريا ومدارس ومساجد ومباني حكومية وخدمات عامة تضررت بفعل الحرب. منها 9 منازل تعرضت للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة. بالإضافة إلى تضرر 40 منزلاً في أحياء مختلفة من المدينة جراء قصف الانقلابيين العشوائي للأحياء السكنية. كما تعرضت 7 مدارس ومرافق تعليمية وطلاب للاستهداف بالقصف المدفعي، بالإضافة إلى تفجير مسجد وتعرض مسجدين آخرين للقصف، وكذا تضرر 6 من المباني الحكومية والمرافق الخدمية والصحية بالقصف المباشر، في حين أُغلقت 36 مدرسة بمدينة تعز ومديرية الصلو جراء القصف والاستهداف. واكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تقريره بأن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة. إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية. وعدم وصول المنظمات الإغاثية والمانحة إلى مدينة تعز منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي. وأشار الائتلاف في تقريره إلى أن 752 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها بالقوة جراء المواجهات المسلحة والقصف العشوائي. وفي الوقت الذي لازالت فيه مدينة تعز تعيش وضعاً بالغ السوء فقد تفاقم الوضع عقب الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عام على مئات الآلاف من المواطنين داخل المدينة بمختلف المجالات الصحية والغذائية والبيئية. ومنذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي، إلا أن المدينة لم تصلها مساعدات كافية من المنظمات الدولية المانحة تفي بالغرض مقارنة بعدد السكان والمتضررين والضحايا، ولم تتم الاستجابة لنداءاتها ومناشداتها إلا بالشيء البسيط. بعد أن كان الحصار المفروض على المدينة يقف عائقا أمام دخول تلك المساعدات. وحذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية من مجاعة، قد تؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة في المحافظة، وقد يصل بها الحال إلى ما وصلت إليه محافظة الحديدة جراء توقف إرسال المساعدات الإغاثية للمدينة التي تحتاج للتدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين، ودعمها بكل ما يلزمها من ضروريات الحياة، خاصة مع انقطاع المرتبات الشهرية لموظفي الدولة، غالبية هؤلاء الموظفين لا يمتلكون مصادر دخل سوى مرتباتهم.