حذر مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية السفير رياض العكبري من مخاطر استمرار التمرد والانقلاب في بلاده وهيمنة المليشيا الانقلابية، على مؤسسات الدولة، خاصة منها المخاطر المتعلقة بأمن الممرات الملاحية الدولية، والأمن والسلم الدوليين في المنطقة. وأكد العكبري، خلال أعمال الاجتماع الخامس للمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي، الذي عقد الليلة الماضية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، حرص الحكومة الشرعية في اليمن، على تحقيق السلام والاستقرار من خلال استعادة الدولة ومؤسساتها وتسليم المليشيا لسلاحها والرجوع للعملية السياسية على أسس المرجعيات الثلاث المتفق عليها، ممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن. وحذر من مخاطر التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبلاده، معربا عن إدانة الحكومة الشرعية للخطوات الأحادية الانقلابية غير الشرعية المدعومة من إيران، التي تقوم بها المليشيات، وآخرها تشكيل حكومة من قبل الانقلابيين. ونوه العكبري، بالمواقف العربية والأوروبية والدولية التي تم التعبير عنها مجددا في الاجتماع الخامس للمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية، التي استنكرت خطوات الانقلابيين الأحادية، بوصفها تشكل عرقلة غير مقبولة لجهود السلام وللعملية السياسية التي يدعمها الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي والجامعة العربية، وتصعيدا يهدد المساعي الرامية لوضع حد للحرب واستعادة الدولة وتحقيق السلام في اليمن. وثمن السفير الدعم الأوروبي والدولي الهادف إلى إنجاح العملية السياسية في اليمن على أسس المرجعيات الوطنية والقرارات الدولية ذات الصِّلة، داعيا الى تكثيف التعاون والدعم الأوروبي لليمن في كافة المجالات السياسية والإنسانية. واستعرض مندوب اليمن في الجامعة العربية، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، الأوضاع الإنسانية الكارثية الناجمة عن حصار المدن، وعدم سماح المليشيات بإدخال المساعدات الطبية والغذائية العاجلة. إلى ذلك دعا وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة في البلاد عبدالرقيب سيف منسق الشؤون الإنسانية في اليمن والمنظمات الدولية الإنسانية، بالتدخل العاجل والضغط على مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، لفك الحصار عن مدينة تعز وإيقاف جرائمها بحق المدنيين. وطالب الوزير فتح في تصريحه الذي بثته أمس وكالة الأنباء اليمنية الرسمية منظمات الأممالمتحدة القيام بدورها الإنساني تجاه السكان في تعز المحاصرة منذ ما يزيد عن عام ونصف وإنقاذ حياتهم، موضحًا أن أكثر من 300 مصاب بالفشل الكلوي و خمسة آلاف مريض بالسكر وخمسة آلاف مريض بالسرطان، يواجهون الموت المحقق في المدينة. وأشار إلى قيام المليشيا الانقلابية باحتجاز المساعدات الإغاثية ومنع وصول المساعدات والأدوية إلى مشافي المدينة، خاصة أدوية الأمراض المزمنة والقاتلة، إضافة إلى منعها المنظمات من إدخال المساعدات إلى مدن وبلدات المحافظة، وقيامها بنهب مخازن وزارة الصحة في منطقة الحوبان وأخذها إلى أماكن مجهولة. من جهة أخرى وصل الى مدينة عدن بعد ظهر امس الخميس المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ في محاولة لاحياء خارطة الطريق التي تقدم بها لحل الازمة اليمنية. والتقى ولد الشيخ الرئيس عبدربه منصور هادي ومسؤولين في الحكومة. وقال عبدالله العليمي مدير مكتب الرئاسة ان "الحكومة اليمنية سلّمت ولد الشيخ ردا واضحاً على خارطته المقدمة" للحل السلمي. واضاف ان الرد يتضمن تفنيد "كل مخالفات الخارطة للمرجعيات الثلاث" وهي قرار مجلس الامن الدولي، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. ووضعت الحكومة اليمنية في ردها "اساسيات لأي اتفاقات". ويرى مراقبون سياسيون ان مهمة المبعوث الاممي هذه المرة تبدو شائكة خاصة بعد تشكيل الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح ما اسموها بحكومة "انقاذ"، وهو ما لقي ادانة دولية ومن المبعوث الاممي نفسه والذي اعتبر الخطوة امرا يعقد من فرص الحل السلمي.