على الجمر ينضج فيتحول لونه إلى الأحمر المقمر، تنتشر رائحته الشهية في المكان وينتظره الجميع بشهية مفتوحة، وهو في حد ذاته وجبة أساسية وصحية إلى أبعد ما يكون، خصوصا عندما تكون عجينته من البر الحجازي أو البر الأحمر. إنه "قرص الملة" تلك الوجبة التي رافقت البادية في ترحالهم، كونها سهلة الأعداد ومغذية يتم إعداد عجينته من البر الأسمر ولا يوضع معها سوى الملح، وبعد أن يتحول الحطب إلى جمر تتم إزاحته عن مكان القرص حسب حجمه، وتبقى الملة أي الأرضية الحارة لذا يسمى قرص الملة وبعدها يتم فرد العجينة وطرحها في الملة، ومن ثم يتم وضع الجمر الخالي من الرماد على وجه القرص حتى يجف، ثم يتم دفنه بالملة الحارة ويوضع الجمر بشكل متساوٍ على الملة وبعدها ينتظر الحضور نضجه. وتبدأ جماليات هذه الوجبة منذ تصاعد رائحة الخبز الشهية على السمار حول النار، ومن ثم يتم إخراجه من الملة وتنظيفه من بعض الرماد وذلك بالضرب عليه باليد، وقد قيل في الأمثال ليس أجمل من "قرص الملة وتيس البلة".