أرغم تنظيم داعش سكانا في مدينة الموصل على ترك منازلهم بعدما هددهم بالقتل وتفجير بيوتهم، بحسب ما أفاد نازحون، وقالت النازحة إلى مخيم جديد في منطقة الخازر شرق الموصل أم دلال، وقد استخدمت اسما مستعارا خوفا على أفراد من عائلتها ما زالوا داخل المدينة، "قبل تسعة أيام قرعوا باب البيت وطلبوا منا الخروج من منازلنا، رفضنا في بداية الأمر، لكن لم يسكتوا". وأضافت "حين رفضنا، هددوا باستخدام غاز الخردل ضدنا، خفنا وخرجنا إلى مناطق أخرى جرى تحريرها". من جهته، قال عبدالهادي عكرمة النازح من حي البكر في الموصل "خرجنا بسبب الدواعش"، مضيفا "أتوا في الليل وطلبوا منا المغادرة، رفضنا فهددونا بتفخيخ منازلنا، واتوا مجددا في الصباح. أرادوا أن يحفروا أنفاقا بين منازلنا كونها في خطوط الجبهة الأمامية، والذي يجادلهم يقتلونه". وأشارت الأممالمتحدة في وقت سابق من الشهر الحالي إلى أن تنظيم داعش يستخدم المدنيين كدروع بشرية لتغطية انسحابه من المناطق التي تسيطر عليها القوات العراقية. من جهتها، لفتت الحاجة السبعينية مثلية علي من حي الانتصار إلى أن المتطرفين "أتوا إلينا يريدون منا المغادرة، لكننا لم نرض، ابني اكد لهم اننا لن نخرج، وأقفل الباب في وجههم" وتداركت "لكن الوضع ازداد سوءا، سقط صاروخ على بيت جيراننا، خفنا على أولادنا وخرجنا". ونزح أكثر من 70 ألف شخص من الموصل منذ بدأت القوات العراقية عمليتها العسكرية لاستعادة المدينة في 17 أكتوبر. وخلال اليومين الماضيين، وصلت نحو 110 عائلات إلى المخيم الجديد في منطقة الخازر، وفق ما قال رزغار عبيد، المشرف على مخيمات النازحين في محافظة أربيل في "مؤسسة البارزاني الخيرية". ويشكل وجود المدنيين داخل مدينة الموصل عائقا أمام التقدم السريع للقوات العراقية. وسقط عدد من الضحايا المدنيين خلال معركة الموصل التي بدأت قبل أكثر من شهر، إلا أن السلطات العراقية لم تنشر حصيلة رسمية حتى الآن. من جهة آخرى، قال مسؤول محلي عراقي إن مقبرتين جماعيتين تضمان رفات 18 فردا على الأقل من الأقلية اليزيدية عثر عليهما أثناء قتال قوات الأمن لطرد المتطرفين من الموصل. وتعرض الآلاف من اليزيديين للقتل أو الاختطاف على يد تنظيم داعش. وعثرت قوات البشمركة الكردية على المقبرتين قرب مفرق الشبابيط شمال غرب العراق خلال استكشافها للمنطقة. وحوت المقبرتان عظاما وبطاقات تعريف هوية وبدا أنهما غطيتا بالرمال باستخدام جرارات. وقتلت داعش بشكل ممنهج واحتجزت واستعبدت آلاف اليزيديين في صيف عام 2014 عندما سيطرت على منطقة سنجار التي كانت أعداد كبيرة منهم تعيش فيها. وقال محققون تابعون للأمم المتحدة إن ما حدث يمثل إبادة جماعية. وقال قائم قام قضاء سنجار محما خليل إن الكشف الأخير رفع عدد المقابر الجماعية لليزيديين التي عثر عليها حتى الآن إلى 29 مقبرة وتوقع أن يفوق العدد الإجمالي 40 مقبرة جماعية مع تقهقر المتشددين أكثر. وقال مكتب شؤون المخطوفين في دهوك والذي تدعمه حكومة إقليم كردستان إنه يعتقد أن نحو 3500 يزيدي لا يزالون في مناطق تخضع لسيطرة داعش بينهم كثير من النساء والأطفال. ويوم الأربعاء الماضي فر 18 يزيديا من مدينة تلعفر في شمال العراق لدى تطويق قوات الحشد الشعبي للجبهتين الجنوبية والغربية للمدينة.