اعلن غونثر فون هاغنز - اخصائي علم التشريح الذي يقف وراء معرض «عوالم الجثث (Body Worlds) المثير للجدل - انه بصدد عرض جثة سمك مركب ضخم يمثل نوعاً من الحبّار أو السيدح (وهو حيوان رخوي من رأسيات الأرجل) وذلك لاول مرة، وسوف يستخدم هاغنز أسلوب التشكيل اللدائني - وهو ذات الأسلوب الذي درج على استخدامه لعرض الجثث البشرية، وكذا جثث الحيوانات بما في ذلك الخيول والقرود.. وقد ابتكر هاغنز هذا الأسلوب أثناء عمله في جامعة هيدلبورغ في السبعينات من القرن المنصرم؛ وهو أسلوب ينطوي على احلال البوليمر - مركب كيميائي يتشكل بالتيلمر - محل الماء والدهون؛ مما يسمح بعرض الجثث البشرية في قوام يشبه قوامها عندما كان اصحابها على قيد الحياة. بيد أن الأسماك المركبة الضخمة التي تفتقر إلى الهيكل العظمي الداخلي الصلب وبجهازها الدوري الذي تقل المعلومات عنه نسبياً، تفرض بعض التحديات الجديدة أمام استخدام الأسلوب المتقدم ذكره. وتشير مجلة (نيو سينتست) إلى انه لم يحدث اطلاقاً ان تم عرض جثامين الاسماك المركبة الضخمة بنجاح قبل انهيار أجسامها نتيجة لانسحاب الماء منها. ويتحدث ستيف اوشيا خبير الاسماك المركبة في جامعة اوكلاند للتقنية في نيوزيلندة، حيث يصفها بقوله: «انها ثقيلة الوزن وهي تنهار بسبب وزنها الضخم وبذا سوف تفقد قوامها الأسطواني الشكل وذراعيها». ويجري حالياً تجهيز عينتين من الأسماك المركبة الضخمة تمهيداً لعرضها في معرض عوالم الجثث، والذي شهدته لندن في عام 2002م. يذكر أن عملية التشكيل اللدائني الكيميائي تستغرق زهاء العام؛ كما أن الاسماك المركبة الضخمة تحتاج إلى اطار هيكلي صلب لدعمها كي تأخذ شكلها المطلوب - بيد أن أوشيا على ثقة من أن هاغنز سوف يتمكن من عرضها.