أكد عدد من المختصين أن الاكتشافات التي قامت بها البعثات الدولية السعودية المشتركة التي تعمل في المسح والتنقيب الأثري في المواقع التاريخية والأثرية بمختلف مناطق المملكة أسهمت في إبراز الجانب الحضاري للمملكة ووضعها في إطارها الحقيقي في مجال التراث العالمي، وأثرت النشر العلمي في هذا المجال من خلال الكتب والمطبوعات المتخصصة في الآثار والتراث والمتاحف والأوراق العلمية في المؤتمرات والندوات التي تقام في داخل وخارج المملكة، مشيرين إلى أهمية برنامج خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة في تعميق المعرفة بتراث وحضارة المملكة وإبراز تعاقب الحضارات على أرض هذه البلاد، منوهين بالمشاريع التي يتضمنها البرنامج والتي تهدف إلى العناية بالمواقع الأثرية والتاريخية وتأهيلها وفتحها للمواطنين والزوار. إثراء المعرفة وقال د.خليل البراهيم -مدير جامعة حائل والعضو المؤسس للجمعية السعودية للدراسات الأثرية-: إن فتح آفاق التعاون مع البعثات الأجنبية في المسح والتنقيب الأثري في المواقع التاريخية والأثرية بمختلف مناطق المملكة الذي قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أسهم بشكل كبير بإثراء المعرفة البشرية والنشر العلمي العالمي في مجال آثار وحضارة المملكة، وتعميق وضع المملكة والجزيرة العربية على الخارطة الحضارية. وبيّن د.البراهيم أن برنامج خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة برنامج كبير يسهم في تعميق المعرفة في تراث وحضارة المملكة، مؤكداً على أن الجمعية قادرة من خلال أعضائها على إنتاج معرفي يصب في أهداف وتوجهات البرنامج وفي تأطير المعرفة وإتاحتها للباحثين وإجراء الدراسات العلمية التي يحتاجها هذا البرنامج، وأن تقوم بمشاريع سواء في توثيق المواقع الحضارية أو إجراء الدراسات المرتبطة بالمواقع الحضارية ومساراتها المختلفة التي يسعى إليها البرنامج، فضلاً عن طرح قضايا تتكامل مع هذا المشروع الوطني. بعثات أثرية وأوضح د.أحمد الزيلعي -عضو مجلس الشورى وعضو الجمعية السعودية للدراسات الأثرية- أن الاكتشافات الأثرية التي قامت بها البعثات الأجنبية في المملكة نعتز ونفرح به، فآثارنا مع الزحف العمراني والزراعي نخشى أن يطالها العمران وأن تدخل بعضها تحت التوسع الزراعي، فكلما زادت البعثات الأثرية كلما كان ذلك في مصلحة الآثار في بلادنا، إضافةً إلى أن البعثات الأجنبية يُشاركون في مؤتمرات وندوات دولية ويتحدثون بعدة لغات عما يُكتشف في هذه البلاد، مبيناً أن برنامج العناية بالتراث الحضاري يتماشى مع الحراك الكبير الذي توليه الدولة للعناية بالتراث والثقافة وتعزيز الاهتمام بهما على مختلف المستويات، مؤكداً استعداد الجمعية السعودية للدراسات الأثرية للتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تحقيق أهداف وطموحات البرنامج وأنهم معنيون بهذا الأمر وجزء من البرنامج. مشاركة المواطن بدوره قال د.عبدالناصر الزهراني -عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود عضو الجمعية السعودية للدراسات الأثرية-: إن فتح الأبواب لهذه البعثات ومشاركة المواطن وعلماء الآثار مع هذه البعثات أعطت أفقاً أوسع للتراث الحضاري الموجود في المملكة أن ينتشر عالمياً، مشيراً إلى الأهمية والأهداف الكثيرة لهذه التنقيبات والتي منها أنها تنشر نتائجها على مستوى العالم، وإبراز جهود ونشاط المملكة في العناية بالتراث الحضاري وتوعية المواطن بأهمية التراث الحضاري للمملكة. سد الثغرات وأكد د.حسين أبو الحسن -نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف- على أن الاكتشافات الأثرية التي حدث في الآونة الأخيرة بالمملكة أضافت الكثير على سد بعض الثغرات غير المعروفة التي كانت في تاريخنا الوطني الممتد عبر مئات السنين، وكشفت عن كثير من المعلومات التي كنا نراها أثرية فقط، أو مواقع لا نستطيع التعرف على عمقها التاريخي، مشيراً إلى أن البعثات الأجنبية التي تعمل بالمملكة تأتي من جامعات ومعاهد علمية متخصصة في مجال الآثار والمتاحف ولها جهود كبيرة في استكشاف الآثار والاستفادة من التقنيات الحديثة وربطها بالعمل الأثري والنشاط الأثري في بلدانها وفي دول أخرى كذلك، لافتاً إلى أن نتائج أعمالها تنشر في حولية الآثار السعودية وغيرها من الحوليات المتخصصة في مجال الآثار والمتاحف، وفي مطبوعات منفردة نشرت الهيئة بعضها، وبعضها نُشر من قبل بعض الجهات الأكاديمية والمعنية بالتراث بشكل عام. فرق علمية وتولي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المسح والتنقيب الأثري أهمية كبيرة لإسهامه في تعزيز البُعد الحضاري للمملكة من خلال الاكتشافات التي يتم تحقيقها ضمن برنامج للمسح والتنقيب الأثري في مواقع مختلفة من المملكة، ويتم ذلك من خلال فرق علمية سعودية بتمويل مباشر من الهيئة أو بتمويل مشترك مع مؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص، مثل الهيئة العُليا لتطوير منطقة حائل، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وجامعة الملك سعود، وجامعة حائل، وجامعة جازان، وأرامكو السعودية، كما تنفذ الهيئة برنامجاً آخر مشتركاً مع (30) فريقاً علمياً أجنبياً من فرنسا، وإيطاليا، وأمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، واليابان، وبلجيكا. متاحف الأقاليم وتم إنشاء وتطوير وتشغيل المتاحف في الأقاليم والمحافظات في جميع مناطق المملكة، وتعمل الهيئة حالياً على إنشاء 5 متاحف إقليمية جديدة، وتطوير 6 متاحف قائمة، وتأهيل 15 مبنىً تاريخياً من مباني الدولة لتحويلها إلى متاحف ومراكز ثقافية في مدن المملكة، وتفعيل نشاط التعاون الدولي بين المتحف الوطني بالرياض والمتاحف العالمية المشهورة من خلال اتفاقيات تعاون تحت مظلة الاتفاقيات الثنائية بين المملكة والدول التي توجد بها هذه المتاحف، وتطوير القرى التراثية والأحياء التاريخية والأسواق التراثية بالتعاون مع الجهات المعنية من القطاعين الحكومي والخاص، وقد بدأت الهيئة برنامج إعادة تأهيل وتطوير القرى والبلدات التراثية بتطوير 7 مواقع، وبدأت برنامج تحسين مراكز المدن التاريخية بتطوير 8 مراكز، وبدأت برنامج تأهيل وتطوير الأسواق الشعبية بتطوير 8 أسواق. تطوير المتاحف وقد أقر برنامج التحول الوطني دعم عدد من المشاريع ضمن المرحلة الأولى لبرنامج خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري، حيث تضمن برنامج التحول الوطني تخصيص مبالغ مالية مهمة من أجل تطوير مكونات التراث الثقافي الوطني، بما يشمل 17 مركزاً للحرف اليدوية، 18 موقعا تراثيا، 18 متحفاً، 80 موقعاً أثرياً، 6 مواقع تراث عالمي مسجلة في اليونيسكو لتضاف الى المواقع الأربعة المسجلة في سابقا لتصل الى 10 مواقع، كما أقر تفعيل وتنشيط الموجودات القائمة وأبرزها المتاحف، ووفقا لبرنامج تطوير المتحف الوطني واستكمال العروض المتحفية في المناطق التي سبق أن رفعت به الهيئة وكانت بانتظار تمويلها من الدولة. البرنامج يركز على حماية مواقع التاريخ الإسلامي الأمير سلطان بن سلمان يتفقد مشروع التنقيب في تبوك د. عبدالناصر الزهراني د. أحمد الزيلعي د. حسين أبو الحسن