طالب نائب رئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، المؤسسات الإعلامية الخليجية الرسمية والأهلية بالعمل على تعزيز مفاهيم الهوية المشتركة والانتماء إلى الكيان الخليجي الموحد، مستشهداً بما تعيشه المنطقة من تجاذبات ومتغيرات متسارعة والتي تستدعي مجابهتها بقوة الكلمة الصادقة. وأكد خلال رعايته أمس حفل افتتاح أعمال المنتدى الخليجي للإعلام السياسي الرابع الذي ينظمه معهد البحرين للتنمية السياسية تحت شعار "الإعلام والهوية الخليجية"، أن الأمل معقود على رجال الإعلام والصحافة دوماً في تقريب وجهات النظر بين الشعوب، وبث مفاهيم الوحدة والتعاون والمصير المشترك، فضلاً عن التركيز على تعزيز الهوية المشتركة أو ما يمكن تسميتها بالمواطنة الخليجية والتي تتسم بها دولنا بفضل ما تتمتع به من تقارب إنساني وجغرافي وتاريخي، والتنبيه من خطورة ما يضادها من مفاهيم كالكراهية والطائفية والتمزق وانسلاخ الهوية. ودعا إلى العمل الجماعي الذي يعكس واقع الهوية الخليجية – ماضياً وحاضراً ومستقبلاً –، وتمكين وسائل الإعلام من أداء هذه الرسالة التي من شأنها الإسهام في تربية النشء على القيم والموروثات الخليجية الأصيلة، فضلاً عن تسخير وتوظيف التكنولوجيا أفضل توظيف في بث المحتويات الإعلامية المتنوعة والمبتكرة وغير التقليدية والقادرة على اجتذاب أكبر عدد من المتابعين لها على نحو يجعل من هؤلاء على قرب متصل بمفهوم الهوية. وأكد أهمية إحياء المنتديات المتخصصة والمؤتمرات العلمية التي تناقش وتبحث في القضايا ذات الأبعاد المتشابكة كقضية الهوية التي تتدخل في تشكيلها المؤثرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، والأهم من ذلك هو الحفاظ على هذا المرتكز دون إغفال مواكبة التطور. وكانت أعمال المنتدى الخليجي للإعلام السياسي الرابع قد انطلقت أمس في فندق روتانا بضاحية جزر أمواج بحضور رئيس مجلس الشورى البحريني السيد علي بن صالح الصالح، وعدد من الوزراء، وأعضاء مجلسي الشورى والنواب، والسفراء، ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية، والإعلاميين والصحافيين والأكاديميين، وكبار المدعوين من البحرين والدول العربية، وسط حضور يقدر بحوالي 500 مشارك من المهتمين والباحثين والمتخصصين. ويهدف المنتدى في دورته الرابعة إلى بلورة خطاب إعلامي يؤكّد الهوية الخليجيّة المشتركة ومواجهة تحدّيات العولمة من خلال تطوير وتوحيد الخطاب الإعلامي الخليجي، ويؤكد على الهوية الخليجية، وحث خطاه نحو صياغة منظومة أكثر إيماناً بالهوية المشتركة، واستيعاباً لمكوناتها الرئيسة، وأشد تمسكاً بالمشتركات السياسية والثقافية والاجتماعية التي تجمع أبناء هذه المنطقة، وتنبذ الهويّات الفرعية المهدّدة لكيان واستقرار المجتمع الخليجي، والخطابات الإعلامية التي تكرّس في ثناياها عناصر طمس الهوية والذوبان في الآخر دون مراعاة لخصوصيتنا الثقافية وقيمنا المشتركة. وأكد وزير شؤون الإعلام البحريني، رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي بن محمد الرميحي، أن انعقاد المنتدى يأتي ضمن التزامات المعهد بترجمة التوجهات الإصلاحية والقيم الإنسانية لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين، وفقاً لأحكام الدستور ومبادئ ميثاق العمل الوطني البحريني في تنمية الوعي السياسي، والحفاظ على الثوابت التاريخية الوطنية لمملكة البحرين كعضو فاعل وشريك أساسي في مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو الاتحاد المبارك. وقال إن الإعلام الخليجي بجميع وسائله عليه مسؤولية قومية وحضارية كبرى في ترسيخ الهوية الخليجية والعربية والإسلامية لدول المجلس، وقيم المواطنة، وتعزيز التعاون والانتقال نحو الاتحاد الخليجي، من خلال دعم ترابط المجتمع الخليجي، ورفض التدخلات الخارجية، وإعلاء مكانة اللغة العربية، ونشر التراث الثقافي والحضاري، وحماية الأمن الثقافي والاجتماعي.