ضمن فعاليات الصالون الثقافي بجناح المملكة في معرض الشارقة للكتاب، نظمت الملحقية الثقافية محاضرة ثقافية بعنوان (مي زيادة وصالونها وعلاقتها بأدباء عصرها) قدمها د. نبيل بن عبدالرحمن المحيش أستاذ الأدب العربي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بحضور جمع غفير من الأدباء والشعراء والمثقفين والكتاب، وأدار الأمسية مدير الشؤون الثقافي بالملحقية د. محمد المسعودي المشرف على برامج الجناح. حيث تحدث المحيش عن الكاتبة والأديبة الراحلة مي زيادة وسرد نشأتها وقصة حياتها وبعض مواقفها من الكتاب الراحلين وعلاقتها بهم أمثال عباس العقاد وطه حسين وجبران خليل جبران، مضيفاً أنّ كوكبة من أشهر الأدباء طافت حول مي، في مسار محدد، كما تدور الكواكب حول الشمس، من اقترب منها احترق حبّاً، ومن ابتعد عنها تاه في الفضاء البعيد فراقاً وهجراً. غازلها شيخ الشعراء إسماعيل صبري قائلاً: "وأستَغفر الله من بُرهَةٍ منَ العُمرِ لم تَلقَني فيكِ صَبّا"، وحين دعا الشاعر حافظ إبراهيم القاضي والشاعر عبدالعزيز فهمي إلى الكلام، نظر هذا الأخير إلى مي وقال: النظر هنا خير من الكلام ومن الإصغاء ووصف أحمد شوقي شعوره نحوها شعراً: "إذا نطقت صبا عقلي إليها.. وإن بسمت إليَّ صبا جناني"، وقال عنها صاحب مجلة الرسالة أحمد حسن الزيات: "تختصر للجليس سعادة العمر كله في لفتة أو لمحة أو ابتسامة"، ورثاها عبّاس محمود العقاد قائلاً: "كل هذا في التراب آه من هذا التراب". وأضاف د. نبيل أنّ مي اشتهرت بصالونها الأدبي الذي كانت تقيمه في منزلها الكائن في شارع عدلي بالقاهرة، كل يوم ثلاثاء منذ عام 1913، قبل أن ينتقل عام 1921 إلى إحدى عمارات جريدة الأهرام ويستمر حتى الثلاثينيات من القرن الماضي، وتردّد إلى صالونها أرباب القلم وأئمة الفكر وزعماء السياسة ودُهاة الديبلوماسية، فضلاً عن سدنة الدين وصفوة المجتمع أمثال عباس العقاد وطه حسين وأحمد لطفي السيد وشيخ الشعراء إسماعيل صبري والشيخ مصطفى عبدالرازق والمفكّر شبلي شميل وأمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم وشاعر القطرين خليل مطران والشاعر الثائر ولي الدين يكن، والأديب مصطفى صادق الرافعي والكاتب انطوان الجميل ود. منصور فهمي. ومحاولة البعض في نهاية حياتها باتهامها بالجنون؛ حيث استغل ابن عمها حزنها الشديد على وفاة جبران واتهمه بالجنون وحجر عليها واستولى على جميع ممتلكاتها. ثم فتح المسعودي باب المناقشة للحضور؛ حيث شاركت في هذه المناقشة د. ميساء الخواجا من جامعة الملك سعود التي دافعت عن مي زيادة واستغربت من مناقشة الجميع حياة مي زيادة بدون أن يذكروا أنها كاتبة كبيرة وكان لها صالون يحضره جميع الكتاب والأدباء من مختلف الدول العربية، مي زيادة ظلمت لأنها إنسانة رقيقة شفافة المشاعر. كما تداخل الملحق الثقافي د. صالح الدوسري عن فترة اتهام مي زيادة بالجنون بين الحقيقة والواقع، كما أضافت الكاتبة والروائية د. نوال حلوة بأنها تأمل أن تجد رسائل مي زيادة التي كانت بينها وبين جبران خليل جبران أو بينها وبين كتاب من جميع دول العالم خاصة أن مي كانت تتحدث تسع لغات مختلفة.