استيقظ سكان العاصمة الهنديةنيودلهي أمس الاثنين على ضباب دخاني يلف مدينتهم مع تدهور مستوى نقاء الهواء بشدة خلال الليل مما أدى إلى إصدار تحذيرات من أن الأمر قد يصيب حتى الأصحاء بمشكلات في التنفس. ونيودلهي من بين أكثر مدن العالم تلوثا مع تدهور نقاء الهواء في العادة خلال هذا الوقت من العام إذ يتصاعد الدخان من الألعاب النارية التي تصاحب الاحتفال بمهرجان ديوالي (مهرجان الأنوار الذي يرمز لانتصار الخير على الشر) وإحراق بقايا المحاصيل في الولايات القريبة مما يتسبب في تغليف سماء المدينة التي يقطنها 16 مليون نسمة. وغطت طبقة سميكة من الضباب الدخاني المدينة في الصباح الباكر، مما أثر على الرؤية في أنحاء المدينة. وسجلت مدن في شمال الهند، مثل كانبور ولكناو، بالاضافة إلى مومباي، التي تعتبر المركز المالي في البلاد، مستويات خطيرة من التلوث. وقالت أنوميتا رويتشودري من مركز العلوم والبيئة "وصلت مستويات (التلوث) للمعدل الخطير وهو الأسوأ. يمكنك أن ترى وتشعر كيف انخفض مستوى الرؤية ووجود ضباب خانق في الأجواء". وقال المجلس المركزي لمراقبة التلوث في الهند إن مستويات الجسيمات الدقيقة التي تصل إلى عمق الرئتين ارتفع بما يفوق الضعف في ساعات قليلة إلى 750 ميكروجراما في المتر المكعب في المناطق الأكثر تضررا بالمدينة. وهذا المعدل يفوق المتوسط الاسترشادي الذي حددته منظمة الصحة العالمية بثلاثين مرة وهو 25 ميكروجراما في المتر المكعب في المتوسط على مدى 24 ساعة. وتقول المنظمة إن تلوث الهواء في المناطق المفتوحة تسبب في مقتل 3.7 ملايين شخص على مستوى العالم في 2012. وقالت السفارة الأميركية في نيودلهي إن مؤشرها لتلوث الهواء كسر أقصى حد لمستويات التلوث لديه مساء أمس الأول الأحد وهو 500 وعنده يتوقف قياس مستويات الجسيمات الدقيقة التي يحملها الهواء. ثم ارتفع المؤشر ارتفاعا حادا إلى 1126 بحلول الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي (2030 مساء الأحد بتوقيت جرينتش). وعادة ما يتدهور نقاء الهواء إلى أدنى مستوى في أشهر الشتاء بالعاصمة الهندية خاصة ديسمبر ويناير. وتحركت السلطات بإجراءات مثل حظر دخول الشاحنات القديمة للمدينة وتجربة خطة لفترة وجيزة للحد من سير المركبات الخاصة لكن الخبراء يقولون إن السلطات لم تفعل ما يكفي للحد من التلوث. وذكر تقرير صادر عن منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) اليوم الاثنين، أن واحدا من بين كل سبعة أطفال في العالم تقريبا، أي 300 مليون طفل، يعيشون في مناطق توجد فيها أعلى مستويات سامة في الهواء بالأماكن المفتوحة، وأغلبها في جنوب آسيا. وقالت اليونيسيف إن حوالي 600 ألف طفل دون سن الخامسة، يلقون حتفهم سنويا بسبب الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة أو المفتوحة، أو الأمراض المتفاقمة بسبب هذا التلوث. وتوقع الخبراء أن تكون مستويات التلوث أثناء مهرجان ديوالي لهذا العام، أسوأ من العامين السابقين، وذلك بسبب عوامل مثل الرطوبة وسرعة الرياح.