يتحدث ريس ترانتر إلى يان ويلم عن "جون ماكسويل كويتزي" الفائز بجائزة نوبل للآداب سنة 2003، ويتحدث عن طريقة كويتزي في الكتابة وفن القراءة ببطء. * كتابك الجديد يدعى الفلسفة البطيئة ل"ج. م. كويتزي".. هل تستطيع أن تشرح لنا ما تقصده بتعبير "الفلسفة البطيئة"؟ * عليّ أن أبدأ بشرح ما لا أعنيه بهذا التعبير، وهو أنه لا علاقة لها بما يسمى ب"الحركة البطيئة"، والتي تتعامل مع كل شيء ببطء من الأكل ببطء إلى ممارسة الأعمال ببطء.. "الفلسفة البطيئة" مثل جميع التعابير، تعبير غير مثالي مئة بالمئة.. وهو ليس حصرًا على الفلسفة في التزامها وصرامتها وفي صورها الأكاديمية، بل إنه يتجه أكثر إلى المعنى المرن لكلمة فلسفة، والذي أراه يقترب من ظاهرة التفكير. ما أحاول وصفه في الكتاب هو قدرة كويتزي على إثارة القارئ للتفكير بطريقة مختلفة، وهي الطريقة التي أصفها بشكل مرن أيضًا وتتمثل في "البطء".. البطء يمثل مصطلحًا إيجابيًا ومُنتجًا في هذا السياق، ليرتبط بما يُسمى "التفكير التأملي"، على عكس التفكير العقلي المرتبط بالأدوات.. وأحيلك إلى اقتباس من كتاب كويتزي "شباب": "إنني أحاول الاقتراب من تقنية قرائية قد تحدث عنها فريدريش نيتشه سنة 1886، وأطلق عليها اسم (القراءة البطيئة) وهي طريقة صارمة، نهمة، ودقيقة للقراءة، ولكنها ليست خالية من العاطفة، وتهدف باستمرار لاستهلاك النص الأدبي بأبطء طريقة ممكنة". أيًا كان هدف القراءة، إن كان للمتعة، أو للبحث العلمي، يتحدث كتاب كويتزي أنه يجب أن تتم هذه القراءة ببطء.. ويضع الكتاب نفسه ضد الدراسات الفلسفية للأعمال الأدبية التي تجد الفلسفة في الأدب فقط من خلال الروايات التي تقدم الأفكار الفلسفية، أو فقط من خلال آراء شخصيات الروايات حول شوبنهاور أو شليغل؛ ويعترض كويتزي على طريقة الدراسات الفلسفية في أخذ الأعمال الأدبية دون رغبة منها، ويشبه ذلك بمحاولة ركوب حصان والركض به حيث لا يريد.