حين ذهبت الأم الأمريكية "مارغريت بويمر" في زيارة اعتيادية لمتابعة حملها الذي كان في الشهر الرابع أخبرها طبيبها بعد فحص بالأشعة المقطعية بأن الجنين مصاب بورم خطير وأبلغها بأنها قد تضطر لإجهاض حملها وفقدان جنينها. ولكن بالرغم من اتفاق غالبية الأطباء الذين راجعتهم لمساعدتها على حل الإجهاض إلا أن الطبيب "داريل كاس" من مستشفى تكساس للأطفال طمأنها بإمكانية إنقاذ جنينها الذي عرفت فيما بعد بأنه بنت. واقترح الطبيب "داريل" وهو جراح متخصص ومتمرس في مثل هذا النوع من العمليات الجراحية المعقدة إخراج الطفلة من رحم أمها ومن ثم استئصال ذلك الورم لإنقاذ حياتها وبعد ذلك إعادتها مجدداً إلى الرحم وإتمام الحمل. وبحسب ما أظهرته الأشعة المقطعية وبتشخيص الأطباء المختصين فقد كانت الرضيعة الصغيرة "لينلي" تعاني من حالة طبية نادرة جداً وذلك بإصابتها بورم خطيراً جداً ملتصق بعمودها الفقري مما يشكل ضغطاً على قلبها ويهدد حياتها. وتقول الأم "مارغريت" بأنها في البداية لم تستوعب اقتراح الطبيب "داريل" لإنقاذ حياة "لينلي" ولم تدرك فعلياً كيف سيقوم بذلك وكيف سينجح فيه ولكنها سارعت بالموافقة هي وزوجها حيث كانت مستعدة لأي شيء من أجل طفلتها. وانتظر الطبيب "داريل" مع فريقه الجراحي وصول الأم "مارغريت" للأسبوع الثالث والعشرين من حملهم ليتسنى لهم إخراج الصغيرة "لينلي" من رحم أمها بعملية قيصرية في تلك الفترة الآمنة نسبياً واستئصال الورم من عمودها الفقري. وبعد نجاح الجراحة التي أجريت للرضيعة "لينلي" تمت إعادتها إلى رحم أمها التي اضطرت أن تبقى في المستشفى وتلازم السرير لمدة اثني عشر أسبوعاً تحت الملاحظة الفائقة حتى أتمت المدة اللازمة وولدتها مرة أخرى في الأسبوع السادس والثلاثين. وبعد ولادتها مرتين وإجراء فحوصات طبية لها خضعت الرضيعة "لينلي" لعملية جراحية ثانية لاستئصال ما تبقى من أجزاء ذلك الورم والتي كان يصعب الوصول إليها سابقاً وتتطلب المزيد من الوقت الذي لم يكن ممكناً في العملية الأولى.