دشنت جمعية الثقافة والفنون بالدمام فعاليات مهرجان الدمام المسرحي في دورته الحادية عشرة المسماة ب"دورة الفنان الراحل د. بكر الشدي"، بحضور نخبة من نجوم المسرح وبمشاركة 12 عرضاً مسرحياً تعرض على مدى ثمانية أيام في مقر الجمعية. وكرم المهرجان في حفل الافتتاح الفنان الراحل د. بكر الشدي وتسلمت تكريمه حرمه السيدة لطيفة المشاري، كما تم تكريم الناقدة المسرحية د. ملحة عبدالله تقديراً لجهودها في خدمة المسرح العربي. وقال مدير المهرجان عبدالعزيز السماعيل في كلمته الافتتاحية، إن حالة المسرح السعودي تدور في فلك صعب غير منتظم منذ ما يقارب الأربعين عاماً "حتى وإن كانت الظروف تتشابه أو تتقاطع أحياناً مع المسرح العربي وحتى العالمي إلا أن لنا بعض السمات أو الخصوصية الثقافية والفنية التي تدور حول نفسها وتتكرر فتجعل من مسرحنا متفرداً في مساره وغير عادي، ولأن الانتماء للمسرح منذ اللحظة الأولى لدينا يعني التبعية بالضرورة لكل همومه ومشاكله منذ البداية، ما يعني بصورة أخرى قبول كافة أشكال التحدي والصعوبات التي يعيش فيها كل المسرحيين، وأهمها تحدي الحضور مع الذات أكثر بكثير من المنافسة على حضور المسرح مع الآخر بسبب عدم توفر أدوات أو معطيات إدارية ومالية ثابتة أو دائمة له، لذلك تستمر جهودنا المسرحية ومنذ البداية معتمدة على الفردية والجماعية المتآلفة المحبة للمسرح القادرة على احتمال الصراع والاستمرار في داخله، وأول خسائر الدوران في هذا الفلك المستمر هو خسارة التراكم الفني والثقافي اللازم والمفيد لحركة فنية قضى من عمرها حتى الآن أكثر من أربعين عاماً دون أن تحقق حضورها المنشود وسط المجتمع، أما أرباحه فهي تأقلم المسرحيين السعوديين أنفسهم مع هذا الفلك والسير فيه بكل تعرجاته وتقلباته بإصرار ومثابرة قل مثيلها وهو ما أكسبهم خبرة ونضجاً". وأضاف السماعيل بأنه وعلى هذا الأساس أو القاعدة تأتي أهمية اللقاءات والمهرجانات المسرحية في الداخل "لتقلل من احتمالات خسارة التراكم المستمر الذي يتعرض له المسرح السعودي دائماً، ولتسند من جهة أخرى روح المثابرة وترفع من قيمتها بين المسرحيين، ومنها مسابقة مهرجان مسرح الدمام التي بدأت واستمرت بثبات حتى الآن من دون أن يتوفر لها رعاية أو دعم ثابت ومستمر إلا من الجهود الجميلة والمثابرة من المسرحيين أنفسهم في المنطقة الشرقية وبين الفرع وإدارته، لذلك يحق للمسرحيين في مدينة الدمام وفي المملكة عموماً الاحتفاء بمنجزهم الذي تواصل معهم وتحداهم طيلة 14 عاماً مضت دون توقف في محاولة جادة للمحافظة أولاً على روح المبادرة التي بدأ منها المهرجان، والانفتاح بكل الحب والتقدير على كل التجارب المسرحية المحلية والخارجية التي يقدمها المسرحيون". وأشار أنه وعلى ذات الأساس أيضاً تكرس هذه الدورة الحادية عشرة كما فعلت أكثر من مرة تكريماً خاصاً ومستحقاً للفنان القدير د. بكر الشدي رحمه الله بإطلاق اسمه عليها عطفاً على ما قدمه من جهود وعطاء متميز من أجل المسرح عبر كتيب بعنوان "كروان الدراما السعودية"، وتكرم شخصية سعودية فريدة في تجربتها وعطائها من أجل المسرح أيضاً هي د. ملحة عبدالله، والتي قدم كذلك المهرجان عنها كتيباً وعن أعمالها ونجاحاتها، وقال: "لقد تم تكليفي بإدارة المهرجان هو فخر لي وتكريماً شخصياً أشكر إدارة الفرع والعاملين فيه عليه، وهو ما يحتم علي بدوري أن أشكر كل فرد عمل معي من أجل هذا المهرجان منذ بدأنا التحضير له في شهر أبريل الماضي وحتى آخر يوم من أيامه التي آمل أن تعكس روح المحبة والإخاء بين المسرحيين إلى الأبد". وقدم السماعيل، شكره لإدارة فرع الجمعية بالدمام، وأعضاء اللجنة المنظمة والمتعاونين معها، وللمسرحيين المشاركين في عروض هذه الدورة من داخل المملكة وخارجها، وشكر أعضاء لجان التحكيم وادارة الندوات التطبيقية والمتطوعين في خدمة المسرح. من جانبها امتدحت لطيفة المشاري حرم د. الفنان بكر الشدي في لقاء مع "الرياض"، هذا التكريم، معتبرة أنه الأفضل، لاسيما وانه من مسقط رأس الفنان الراحل المنطقة الشرقية، واصفة زوجها الراحل بالفنان الناضج فنياً وصاحب الفكر المتزن السابق لعصره، "وقد تمكن خلال عشرين سنة من العطاء من صنع جماهيريته بعد أدائه عدة أدوار مختلفة مع كبار الفنانين على المستوى العربي والخليجي والمحلي، إلى جانب أنه أول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراه في المسرح السعودي". وأشارت المشاري، إلى أن المرض لم يسعف الراحل ليكتشف طموحات ورغبات أبنائه الثلاثة فيصل ومعتز والمها "إلا أن فيصل كان الأقرب والأكثر التصاقاً بوالده بحكم السن، أما المها فكان عمرها سنة لحظة مرضه". وقالت إن "فيصل ومعتز يدرسان الآن على حسابهما الخاص في الولاياتالمتحدة الأميركية، أما المها فهي خريجة المرحلة الثانوية". يذكر أن فعاليات المهرجان تستمر حتى الخميس المقبل، وتضم مسابقتين رئيسيتين؛ الأولى مسابقة العروض المسرحية وتتنافس فيها سبع مسرحيات، والثانية مسابقة النصوص المسرحية غير المنفذة ويتنافس فيها 30 نصاً مسرحياً، ربعها منها لكاتبات سعوديات، ومنها أربعة نصوص لكتاب عرب مقيمين في المملكة من تونس، مصر، وسورية. وسيعرض المهرجان مساء اليوم الأحد مسرحيتين هما "ضرس العقل" للمخرج نايف العباد ومسرحية "فكرة". المهرجان وزع كتيبات عن د. الشدي و د. ملحة عبدالله د. ملحة عبدالله تتسلم تكريمها في حفل الافتتاح لطيفة المشاري حرم د. بكر الشدي وابنتها المها بعد التكريم