باعثمان: قرامطة العصر لم نتخيل تجرؤهم على قبلة المسلمين عبر عدد من أئمة المسجد الحرام والمشايخ عن إدانتهم واستنكارهم الشديدين لإطلاق جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح صاروخاً باليستياً تجاه قبلة المسلمين مكةالمكرمة، مؤكدين بأن هذا التصرف فيه تعدّ على حرمة قبلة المسلمين، مشددين بأنه لا يوجد مسلم على وجه الكرة الأرضية يقبل بهذا التجاوز الخطير، كما أشاروا إلى أن الحوثيين اعلنوا حربهم ضد الإسلام والمسلمين عبر محاولة التعدي على مقدساتهم. جاء ذلك عبر تقرير اعدته "الرياض" بعد إعلان قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بأن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت صاروخا باليستيا جرى اطلاقه من محافظة صعدة باتجاه منطقة مكةالمكرمة مساء الخميس، وأكدت قيادة التحالف أن وسائل الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض الصاروخ على بعد 65 كيلو مترا من مكةالمكرمة وتدميره من دون أي أضرار مشيرة الى أن قوات التحالف الجوية استهدفت موقع الاطلاق. تجرُّؤ المارقين بداية، قال امام المسجد الحرام الشيخ د. صلاح بن سالم باعثمان: "انهم قرامطة العصر، ما أشبه الليلة بالبارحة، لم يكن في مخيلة العالم الإسلامي في عصرنا الراهن أن يستدير الزمان إلى الخلف فيتجرأ المارقون من الإسلام على أثمن مقدسات المسلمين فتسول لهم نفوسهم المريضة أن يستهدفوا أول بيت وضع للناس ويوجهون صاروخاً إلى البلد الأمين الذي أقسم الله عز وجل به، هذا البلد الذي تهوي إليه الأفئدة من شتى بقاع الأرض لتلمس فيه شفاء الأرواح ورحابة القيم الرفيعة والأخلاق العالية، هذا البلد الذي يأوي إليه الخائف فيأمن، وتسافر إليه القلوب لتسكن وتطمئن، هذا البلد الذي جعله الله حرما آمناً، فهو البلد الذي لا يسفك فيه الدم ولا يُعْضَدُ شجره ولا يُنَفر صيده ولا يُلْتَقَطُ لقطته ولا يُخْتَلى خَلَاهُ كما أخبر بذلك الصادق المعصوم صلى الله عليه وسلم. وتابع: على الرغم من ذلك، استحوذ الشيطان على فئة خلعت ربقة الإسلام ودفعها إلى عمل جبان يستثير حفيظة المسلمين في كل مكان من الأرض، ويجرح مشاعرهم في أعز مقدساتهم بفعتلهم الشنعاء، ويصوبون نيران الغدر والخيانة تجاه مكة قبلة المسلمين ومهبط الوحي والرسالة، ولكن هيهات هيهات فنحور المسلمين جميعاً دون مكة فلن تطالها أيدي المعتدين، وإنني أحيي من مقامي هذا قواتنا المسلحة درعنا الواقي التي ردت هجوم الغادرين وأقول لهم حفظكم الله وسدد رميكم، وأهيب بالمليك المفدى وحكومتنا الرشيدة أن تضرب بيد من حديد على أيدى المعتدين على حرمات المسلمين فبلادنا هي بيضة الإسلام والمسلمين فاللهم احفظ بلادنا وأسبغ علينا الأمن والأمان ووفق اللهم ولاة أمرنا لما فيه خير البلد والعباد والله تعالى من وراء القصد". انحراف عقدي وقال الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية د. عبدالله بن عبدالعزيز المصلح: "على الامة المسلمة ان تدرك بأن الصراع بين الحق والباطل قديم وسيبقى وسيستمر، ونحن في المملكة بلد الحرمين الشريفين ومهوى افئدة المؤمنين في الأرض، الدولة التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله ودفعت رايه هذا الدين في ارضها وشتى بقاع العالم الاسلامي، بأن مثلت هذا التوجه النقي الطاهر القائم على المنهج السوي والمنهل الروي الموجود في كتاب الله وسنة رسوله، لا يمكن ان يكون هذا المنهج وهذا المسار الطاهر مقبولاً عند اصحاب الانحراف الفكري والعقدي، وهذا ما يجب أن يعلمه كل المسلمين في شتى بقاع الدنيا، بأن الطائفة الصفوية التي لها تاريخ أسود قتلت في أيام نشأتها من أهل السنة الملايين، وحولت إيران التي كانت إلى القرن السادس الهجري سنية حولوها إلى شيعة بقوة السيف، وسطا اصحاب الفجور والبهتان، تسللوا إلى اليمن وكونوا معهم مجموعة قذرة سيئة تريد بحقدها وسوء طويتها أن تنال من اقدس البقاع". وأضاف: "من أجل ان يتذكر المسلمون تاريخهم الذي للأسف أن كثيرا منهم غفلوا عنها وماعادوا يتذكرون مافعله ابو طاهر الجنابي الذي جاء بهذه الفرقة الباطنية المجرمة إلى مكةالمكرمة في حدود سنه 310ه وقتلوا من الحجاج اكثر من 30 الف واخذوا الحجر الأسود وبقي عندهم 20 عاماً، عليهم ان يتذكروا ذلك ويعلموا بأن هذه الطائفة المنحرفة التي اندست في اليمن فوجدت قلوبا فارغة، للأسف بأننا قصرنا في دعوتها إلى الله وتعليمها المنهج القائم على الكتاب والسنة الذي يجمع القلوب مهما تباعدت الأوطان، على اي حال وجدوا من اصحاب الأحقاد والأهواء والشبهات والشهوات من يمكن أن يستعملوهم ويستغلوهم في ايذاء المسلمين في اقدس المقدسات مكة، ماذا يبقى عند المسلمين من ألم اعظم من ألم التعدي على مكة، ومحاولة الوصول إلى الآمنين في البلد الامين. فشل وضعف بدوره، قال عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة د. حمزة غلمان: "ما حدث من الحوثيين منعطف خطير في تجاوزاتهم، ما حدث من هذه المجموعة الطاغية والظالمة يعكس الانهزامية التي وصلوا إليها وانهيارهم، وجودهم في اليمن غير شرعي، ونستنكر ذلك استنكاراً شديداً، ليس وحدنا من نستنكر بل العالم الإسلامي بأكمله يستنكر هذا التصرف، كل المسلمين مع المملكة في حربها ضد الحوثيين قلباً وقالباً، ما حدث يدل على فشل وضعف هذه الميليشيات ومن يقف خلفهم، وانما يدل على عجزهم، واسأل الله ان يحفظ المملكة ومقدسات المسلمين، إن كان هناك من يؤيد هذه الفئة الطاغية الظالمة فاليوم بالتأكيد سيتأكد تماماً بأن حرب المملكة عليهم صحيحة، وأن الاسلام بريء منهم، فلا يوجد مسلم يقبل بالتعدي على قبلة المسلمين، الاسلام كله ضدهم، كل الأعراف الدولية ترفض التعدي على المقدسات، وهم بهذا التصرف اعلنوا قتالهم ضد المسلمين، وأن حربهم ليست ضد المملكة إنما ضد الإسلام باستهداف مقدساته والكعبة المشرفة، لا يوجد عاقل يقبل بما فعلوه سواء كان مسلما أو غير مسلم، كلنا مع قيادتنا الرشيدة، ونسأل الله ان يجعل كيدهم في نحورهم، وكلنا يد واحدة ضد الحوثيين أو من يريد ببلاد الحرمين سوءا". تجاوز على المقدسات وقال نائب رئيس كتابة عدل الثانية بمكةالمكرمة الشيخ مدغم بن عايض البقمي: "ما حدث من قبل الحوثيين هو استفزاز للمسلمين أجمع، لا يمكن لأي عاقل أن يقبل بهذا التجاوز الخطير على احد المقدسات، وهذا الاعتداء الغاشم تطور خطير يجب أن يقف ضده كل المسلمين، مكة هي قبلتنا كمسلمين ولا يمكن لأي مسلم ان يرضى بمحاولة التعدي عليها، وأسال الله ان يحمي بلاد الحرمين الشريفين، وموقف الحوثيين يذكرنا بأبي رغال، وهو شخصية عربية توصف بأنها رمز الخيانة، حتى ان كل خائن عربي كان ينعت بأبي رغال، ويضرب به المثل في الخيانة لأن العرب على امتداد سير جيش ابرهة إلى مكة لم يتعاونوا معه، وكان للعرب قبل الإسلام شعيرة تتمثل في رجم قبر أبي رغال بعد الحج، وظلت هذه الشعيرة في الفترة بين غزو أبرهه الأشرم حاكم اليمن". المصلح: منهج المملكة ليس مقبولاً لدى أصحاب الانحراف العقدي غلمان: ما حدث يدل على فشل وضعف هذه الميليشيات البقمي: لا يمكن لأي عاقل أن يقبل التجاوز على المقدسات