في عام 1999م كان روما غائباً عن لقب الدوري منذ ما يقارب ال20 عاما، اتجهت خيارات الإدارة إلى التعاقد مع المدرب الشهير فابيو كابيلو، لم تكن مطالب الإيطالي العجوز معقدة، فقط اشترط على إدارة ناديه التعاقد مع الهداف الأرجنتيني جابرييل باتيستوتا مقابل تحقيق لقب «الكالتشيو»، نجحت إدارة روما في التعاقد مع باتيستوتا وحقق كابيلو وعده وقاد الفريق إلى لقب الدوري، في عام 2007 رهن كابيلو تحقيق ناديه ريال مدريد لقب الدوري الأسباني بتحقيق الهولندي فان نيستلروي لقب الهداف، وفي ختام الموسم حقق ال»ريال» لقب «الليغا» بعد أن فاز الهولندي بالحذاء الذهبي. هذه سياسة الكثير من المدربين، البحث عن الهداف في فريقه قبل أي خانة، فالبرتغالي خوزيه مورينهو اختار ديديه دروغبا في رحلته الأولى مع تشيلسي، ونجح الهداف الإيفواري من حسم العديد من البطولات لصالح تشيلسي، وفي تجربته الحالية مع مانشستر يونايتد كان من أول تعاقداته إحضار الهداف السويدي زلاتان إبراهيموفيتش. في الدوري السعودي، كلما يحقق فريق لقب الدوري لابد أن تجد للمهاجم بصمة واضحة، فالشباب حقق الدوري وناصر الشمراني حصد لقب الهداف، والفتح حين حقق الدوري كان محترفه دوريس سالومو ثاني الهدافين، والنصر حقق لقب الدوري ومهاجماه محمد السهلاوي وإيلتون براندو من المنافسين على لقب الهداف، والأهلي هو الآخر حقق الدوري ومهاجمه عمر السومة متصدر الهدافين، بل حتى التعاون الذي قدم مستوى مميزاً الموسم الماضي، كان مهاجمه بولو إيفولو من المنافسين على صدارة الهدافين. العلاقة بين الهداف ولقب الدوري هي علاقة طردية، كلما زادت الأهداف التي يسجلها المهاجم ازدادت نسبة فريقه الذي يدافع عن ألوانه بتحقيق الدوري، لا يمكن لأي فريق أن يختط طريقه إلى المنصات وتشكيلته خالية من مهاجم هداف، ففي جميع دوريات العالم جرت العادة أن الفريق المتصدر تجد مهاجمه من أوائل الهدافين، فليس ضرورياً أن يمتلك دفاعا صلبا أو وسطا قويا، بقدر ما أنه يمتلك لاعبا لا يضيع الطريق نحو الشباك. في الموسم الجاري يتصدر الهلال حتى الآن ترتيب الدوري، وينافسه الاتحاد والنصر والشباب والأهلي، من الهلال ينافس الشمراني على صدارة الهدافين، ويحمل لواء الاتحاد في سباق الهدافين محمود عبدالمنعم «كهربا» وفهد المولد، فيما يسجل الجزائري محمد بن يطو حضوراً قوياً من الشباب، وفي الأهلي مازال السومة حاضراً في المشهد، وفي النصر حضور مخجل للهجوم في ظل اكتفاء السهلاوي وربيع سفياني بهدف لكلٍ منهما فيما غاب الآخرون عن هز الشباك. تأثير المهاجمين سيظهر على الأندية فيما تبقى من الموسم، فالنصر هو أكثر هذه الأندية حاجة إلى مهاجم أجنبي إن لم يستعد السهلاوي عافيته التهديفية، فالطريق طويل وشاق ويحتاج إلى هداف حتى يستطيع الفريق البقاء على خط المنافسة، لن يحسم أي فريق لقب الدوري ومهاجموه غائبون، فالدوري تحسمه أقدام المهاجمين أكثر من أي شيء آخر.