توفالو أو توفاليه بحسب تسميتها بلغة سكانها الأصليين هي ثالث أصغر دول العالم في الترتيب العالمي من حيث التعداد السكاني الذي لا يتجاوز 12 ألف نسمة بحسب إحصاء الأممالمتحدة الأخيرة والرابعة عالمياً في ترتيب صغر مساحتها التي لا تزيد عن 26 كلم مربع إجمالاً وذلك بجزرها التسع الصغيرة الواقعة في المحيط الهادي إلى الشمال من أستراليا. وظهرت هذه الدولة في البداية للعالم تحت اسم «جزر إلايس» في عام 1978م كدولة مستقلة تماماً عن التبعية البريطانية داخل رابطة الكومنولث وتم بعد ذلك بسنوات طويلة إدراجها في لائحة دول العالم للأمم المتحدة عام 2000 بالعضو رقم 189 واعتماد اسمها الرسمي «توفالو» ولكنها بقيت تحت وصاية السيادة البريطانية ورئاسة الملكة إليزابيث. وبتصنيف الأممالمتحدة تعتبر توفالو من أفقر وأضعف الدول اقتصادياً في العالم ويعتمد دخلها الأساسي على تأجير نطاق الانترنت الخاص بها لشبكات التلفزة العالمية لكونه يتميز برمز (tv) وذلك مقابل عقود تصل إلى ملايين من الدولارات سنوياً بالإضافة إلى اعتماد بسيط على الزراعة والسياحة وصيد الأسماك وغيرها من مصادر الدخل الأخرى القليلة. ومن غرائب هذه الدول التي لا جيش لها ولا يوجد فيها أي قطاع عسكري عدا الشرطة المحلية فقط أن مسافة الطرقات والشوارع المعبدة بالإسفلت فيها لا تزيد مجتمعة عن ثمانية كيلومترات فقط وذلك في عاصمتها فونافوتي فيما بقية طرق البلاد القليلة هي طرق ترابية ريفية ويعود ذلك لمحدودية وسائل النقل الحديثة فيها من السيارات والشاحنات وغيرها. كما أن المدينة الوحيدة فيها هي العاصمة فونافوتي وفيها غالبية السكان وهي المكان الحضاري الوحيد في هذه الدولة ويتوزع بقية السكان في قرى ريفية بالجزر القريبة القليلة التي تتكون منها هذه الدولة وعددها ثمانية جزر فقط بالإضافة إلى الجزيرة الأساسية التي بنيت فيها العاصمة بمبانيها البسيطة ومينائها الوحيد ومطارها الدولي الصغير والمتواضع. ووفقاً لتقارير ودراسات بيئية صادرة من الأممالمتحدة فإن دولة توفالو وبسبب طبيعتها الجغرافية المنخفضة تماماً بشكل عام حيث لا تتجاوز 15 قدم في ارتفاعها معرضة ومهددة بالغرق بشكل عام والاختفاء من خارطة العالم مع ارتفاع منسوب مياه المحيطات وذوبان جليد القطب الشمالي والقارة الجنوبية بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري. وبحسب هذه التقارير فإنه ومع معدلات ارتفاع منسوب مياه في العالم والمعدل الخاص بمياه المحيط الهادي على وجه التحديد فيكفي أن يزيد ارتفاع منسوب المياه في هذا المحيط إلى متر واحد فقط لتغرق توفالو بالكامل كونه حالياً قد ارتفع إلى ما يزيد عن المترين مسبقاً وبقيت فرصة ضئيلة لاستمرار الحياة على هذه الجزر المنخفضة في هذه المنطقة. وفي وقت ما وربما يكون قريباً جداً وبسبب التحذيرات البيئية وخطورة البقاء في مثل هذا المكان سيضطر سكان توفالو التي يصفونها بجزر الفردوس المخفية إلى مغادرة بلادهم طواعية خشية الغرق فعلياً وابتلاع المحيط الهادي لأرضهم والانتقال إلى مكان آخر كونهم لن يستطيعوا مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية والظواهر الطبيعية التابعة لذلك. المنازل التقليدية البسيطة للسكان المدرج الوحيد للمطار مطار فونافوتي الدولي الصغير إحدى الجزر الصغيرة الغارقة نتيجة لارتفاع منسوب مياه المحيط اللباس التقليدي للسكان ولا يظهر إلا في الاحتفالات والأعياد سكان توفالو لا يزيد تعدادهم عن 12 ألف نسمة