تنطلق غداً السبت فعاليات ملتقى الإعلام المرئي الرقمي "شوف 4"، والذي يقام على مدى يوم واحد في درة الرياض شمال العاصمة وتنظمه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية "مسك"، ضمن مبادراتها التي تعنى بالمواهب الوطنية وتسعى لتمكينها بآخر ما توصلت له الصناعة المرئية، ووسائل التواصل الاجتماعية. ويحظى الملتقى بمشاركة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ضمن "فقرة إلهامية" يتحدث خلالها لجمهور "شوف" عن تأثير الصورة في جلسة بعنوان "الصورة.. جسرك إلى العالم"، فيما سيكشف المسؤول من شركة يوتيوب سام بلاتيس آلية العمل من داخل الشركة. وتم إعداد جلسات الملتقى هذا العام، بناء على كل ما تثمر به الموهبة والاهتمام الذي يعد عملاً إبداعياً يستحق الدعم والإشادة؛ حيث إن منصات التعبير والعرض والمشاركة في عصرنا الحالي هي مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك فإن مقاطع اليوتيوب وحسابات سناب تشات تعد قنوات مهمة يعتمدها الشباب للتعبير عن أنفسهم وجذب الجمهور والآراء لأعمالهم، لكن هذه القنوات يمكنها أن تكون أكثر من مجرد وسيلة يعبرون فيها عن أنفسهم كي تصبح منصة بمحتوى احترافي، تتحول إلى مشروع ثقافي مكتمل وقد تصبح أيضاً مشروعاً استثمارياً ذاتياً. شركة يوتيوب تكشف أسرارها.. وصنّاع المحتوى الرقمي يتحدثون عن أدوات المبدع وتناقش الجلسة الأولى اتجاهات المحتوى بين ميل الكثير إلى الكوميديا وإهمال اتجاهات أخرى يتم فيها طرح المحتوى بصورة معلوماتية ومعرفية. وتحمل الجلسة عنوان "المشهد بين القالب الجاد والفكاهي" ويتحدث فيها صناع محتوى اليوتيوب سلطان الموسى، منصور الرقيبة، عبدالله السبع وعبدالله الحسين عن أدوات المبدع والطرق التي يسلكها في تطوير أدائه في التقديم وفي البحث، ويدير الجلسة الإعلامي د. بركات الوقيان. أما الجلسة الثانية التي عنوان "الصورة بين العالم الافتراضي وأرض الواقع" فتتحدث عن معايير الشهرة الإلكترونية، إيجابياتها وسلبياتها، وكيف أن عدداً من روادها اتخذها كمهنة له، ومن هذا المنطلق تتطرق الجلسة إلى المتاجر الافتراضية، وإلى كيفية إيجاد معيار الثقة والجودة في هذا العالم المُشرع. ويشارك فيها كل من أضوى الدخيل، مشاعل الشميمري ودانة مدوه تحت إدارة ديالا علي. وخلاف الجلستين الحواريتين، هناك ورش عمل تتخل الملتقى، إلى جانب فقرات إلهامية، يطل من خلالها شباب مبدعون يتحدثون عن قصص نجاح عدد من الأعمال في مجال الإعلام المرئي الرقمي. ويأتي تنظيم الملتقى في كل عام، استجابة للمتغيرات المتسارعة في البرامج المعنية بالتواصل الاجتماعي؛ حيث إن المشاهد لم يعد مُلزماً بأوقات البث كما كان في زمن سيادة القنوات التلفزيونية، وفضاءات العالم الافتراضي مشرعة للإنتاج الإعلامي وللنشر دون قيدِ توقيتٍ أو جدول، وتشير إحصائية إلى أن تطبيق سناب شات وحده يحصل على 6 مليارات مشاهدة يومياً، ما يجعل المتلقي ينتقي ما يريد رؤيته في الوقت الذي يريده، وكذلك صاحب القناة وصانع محتواها، يمكنه اختيار موضوعاته وآلية عرضها، وأدواته وصناعة رسالته دون قيود، وتتسع الخيارات في التحول إلى استخدام الأجهزة الذكية المتنقلة كوسائل لرفع مقاطع الفيديو والمشاهدة أيضاً. كما أن ثورة الأجهزة الذكية ساهمت في زيادة أعداد المتصفحين للإنترنت فخلال العام الماضي فقط انخفض عدد الذين يتصفحون الإنترنت عبر أجهزة الكمبيوتر إلى 17% وبالمقابل ازدادت نسبة الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة الجوال الذكية للغرض ذاته إلى ما يقارب 19%. وحين أصبح عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة ما يقارب 11 مليون فإن ما يقارب 10 ملايين يفعلون ذلك من خلال أجهزة الجوال الذكية. بالإضافة إلى ذلك، فإن سهولة الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت وسرعة نمطها جعلت المؤشرات تشير إلى أن المستخدم السعودي يغير منصاته المفضلة بشكل كبير، وتبدو فترة العامين طويلة في عالم الشبكات الاجتماعية، وكثيراً ما تسيد قناة على أخرى بشكل سريع قياساً بأعمار الشبكات. وأتاح العالم الافتراضي لجميع من أراد، إبراز موهبته أو موضوع يهمه، فالجميع باستطاعته صنع محتوى خاص به وبثه إلى العالم، والمعيار الوحيد في تحديد ذلك هو رقابته الذاتية، ومدى فهمه لضرورة مراعاة أخلاقيات المجتمع وقيمه. فالأفق المشرع في عالم الإعلام المرئي يجعل هذا المعيار نابع من الذات. واعتماد الشخص ذاته على رؤيته الخاصة في تقييم الأمور سواء تلك التي سيشاهدها أو تلك التي سيضعها كمحتوى يشاهده الآخرون، وهذه الدرجة من الوعي، في أن يكون الإنسان رقيب نفسه، تتطلب عناية وتكريس من مؤسسات المجتمع المعنية بالثقافة والتعليم والتطوير، بالإضافة دعم المبدع الذي اعتمد على أدواته الخاصة في إبراز محتواه عبر العالم الافتراضي كي يستطيع صقل موهبته وأدواته ونقلها إلى مستوى الاحتراف، فالتألق في العالم الافتراضي مبني كلياً على القدرة على التطور والتحسن المستمر، ومواكبة الجديد دائماً. وأمام واقع مثل هذا تكرس مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك"، خططها وأنشطتها لتمكين الشباب السعودي وصقل طاقاتهم الإبداعية وخلق البيئة الصحية لنموها، والدفع بها لترى النور في مجالات العلوم والفنون الإنسانية لإثراء 3 مجالات رئيسة وهي: الثقافة، التعليم، الإعلام. ولأن فضاءات العالم الافتراضي أصبحت ذات دور رئيس في تبادل المعرفة واكتسابها والتعرف على الثقافات المختلفة، فإن التركيز على قضايا الإعلام المرئي الرقمي وتشعباته وتداخلاته في الكثير من جوانب حياتنا الاجتماعية والاقتصادية، ارتأت مؤسسة مسك الخيرية إقامة ملتقى متخصص في هذا المجال تحت اسم "ملتقى" شوف للإعلام المرئي الرقمي. وأُطلق "ملتقى شوف" لأول مرة في الرياض في عام 2013؛ حيث استضافت 20 متخصصاً في الإعلام الجديد وركز الملتقى على أهم القضايا المتعلقة بهذا المجال، ومدى إسهامه في رفع الوعي لدى الشباب وتسخير أدوات هذا الإعلام لخدمة الوطن وتنميته. وفي عام 2014 أقيمت نسخته الثانية، حيث قدم الملتقى الكثير من الإبداعات الفنية والفكرية والترفيهية، التي ساهمت في إبراز مشهد متميز من المخزون الثقافي في المجتمع السعودي. وفي نسخته الثالثة والتي أقيمت في جدة 2015، تمثل دور الملتقى الرئيس في إبراز المقدرة الوطنية في الإعلام المرئي الرقمي ورفع وعي الشباب وتسخير أدوات الإعلام الرقمي لخدمة الوطن وتوطيد علاقة التعاون والشراكة بين المواهب الشابة الجديدة وبين المستثمرين والجهات ذات العلاقة، وحضر الملتقى 3000 زائر وزائرة. ويأتي "ملتقى شوف" في نسخته الرابعة لهذا العام 2016، ليعزز الإنجازات التي أحرزها في أعوامه السابقة، مركزاً بشكل مكثف على إثراء المنصات الإعلامية الرقمية بعد أن ازداد أثرها ونسبة مستخدميها، وتغذيتها بأخلاقيات المجتمع واقتصاداته في الوقت ذاته. ويُعد ملتقى الإعلام المرئي الرقمي "شوف" منصة شبابية ثقافية تُعنى بإبراز المقدرة الوطنية في هذا المجال، وتسعى إلى رفع وعي الشباب وتسخير أدوات الإعلام الرقمي لخدمة الوطن وتوطيد علاقة التعاون والشراكة بين المواهب الشابة الجديدة وبين المستثمرين والجهات ذات العلاقة، إضافة إلى تسليط الضوء على ملفات وقضايا متنوعة في هذا المجال. ويهدف الملتقى إلى حث الموهوبين على رفع المستوى المعرفي والثقافي لضمان تدفق الأفكار الإبداعية، وتحفيز الشباب على تطوير مواهبهم وتحويلها إلى مشروعات استثمارية ناجحة، وزيادة التوعية بأخلاقيات ومبادئ المجتمع في جميع أعمال الإنتاج المرئي، والمساهمة في إيجاد محتوى تدريبي متخصص لتطوير مجال الإعلام المرئي الرقمي. بركات الوقيان حمدان بن محمد آل مكتوم