ردّ مدرب المنتخب السعودي بيرت فان مارفيك "هولندي" على الانتقادات الواسعة التي صاحبت التعاقد معه وغيابه عن متابعة الدوري المحلي بسبب انشغاله بالتحليل الفني في دوري بلاده من خلال تقديمه توليفة من اللاعبين الذين أعادوا لنا كثيراً من الزمن الجميل عند التأهل لمونديال كأس العالم لأربع مرات متتالية وقاده في جميع المباريات منذ استلامه المهمة من دون أي خسارة وتصدر المجموعة الحديدية في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال كاس العالم 2018 في روسيا بجانب حامل لقب القارة استراليا واليابان أحد أبطال القارة والمنتخب الثابت في مونديالات كأس العالم في النسخ الأخيرة واستطاع التربع على صدارة المجموعة بعد الجولة الرابعة بعشرة نقاط من أصل 12 نقطة وهي المرّة الأولى ربما التي تكون البداية السعودية بهذه القوة، صحيح أن المشوار مازال طويلا ويحتاج إلى الاستمرارية على النهج ذاته والتطور الفني من مباراة إلى أخرى ولكن النهج التدريبي والقراءة الفنية التي يتبعها مارفيك تبعا للمنافس تؤكد أنه مدرب يقرأ الخصم جيدا ويعرف ماذا يريد من كل مباراة على حده فحتى والمنتخب يتأخر في النتيجة يعود للتعادل والفوز كما حدث أمام المنتخب العراقي حين حوّل الخسارة 1-صفر إلى الفوز 2-1. التصاعد الفني في مستوى المنتخب من مباراة إلى أخرى يحسب للهولندي الذي استطاع إن يعالج الارتباك الدفاعي الذي كان يؤرق المتابع في بداية توليه مهام الإشراف على المنتخب وبات من مباراة لأخرى يبدو أكثر اتزانا وتماسكا وأقل أخطاء ناهيك عن التفعيل المثالي للناحية الهجومية والوصول إلى مرمى الخصوم من أقصر الطرق والتسجيل بطرق مختلفة. كانت مباراتا تايلاند والعراق في الجولة الأولى من التصفيات على الرغم من الفوز من خلال ثلاث ركلات جزاء واحدة أمام الأول واثنتان أمام الثاني مؤرقة للجماهير فتحدث الغالبية عن أن المنتخبين هما الأقل في المجموعة ولذا كان الفوز منطقياً والمنتخب يحتاج لمزيد من العمل للاستمرار في المنافسة واضعين أن بصمات مارفيك لازالت غائبة على أن يتم الحكم عليها من خلال المحك الأصعب في الجولة الثانية أمام استراليا والإمارات نظراً لتفوقهما فنيا على المنتخبين التايلندي العراقي فكانت مباراة استراليا محكا حقيقيا دخل فيها مارفيك بالتشكيل نفسه ولكن طريقة اللعب اختلفت باختلاف المنافس فقدم فيها المنتخب مباراة هي الأجمل منذ ابتعادنا عن المنافسة وكنا الأحق بالفوز عطفا على ماقدمه اللاعبون خلال شوطي اللقاء وخرج بتعادل بطعم الفوز أمام حامل لقب القارة وبمستوى مميز وجاء المحك الثاني الذي لايقل قوة وأهمية عن سابقه أمام المنتخب الإماراتي وبدأ "الأخضر" أكثر وهجا عن السابق وأقل أخطاء بفضل الخطة المحكمة التي بدأ بها مارفيك والتغييرات الإيجابية التي أجراها في الشوط الثاني بعد أن انتهى الأول سلبيا واستطاع التفوق المدرب الوطني الإماراتي مهدي علي بنتيجة 3-صفر، وبمستوى متميز حتى آخر ثانية على الرغم من أنه قضى مع هذه التوليفة من اللاعبين أكثر من عشرة أعوام بعدما أشرف عليها من الفئات السنية وحقق معهم عددا من الإنجازات الإقليمية، وهذا يعطي الدليل على أن ما تعرض له مارفيك من انتقادات كانت مبنية على أسس غير دقيقة رد عليها بتحقيقه للنقطة العاشرة من أربع جولات وصدارة مستحقة.