المتتبع لأعمال القطاعات الأمنية والحكومية المشاركة في موسم حج عام 1437ه يقف على النجاح المميز والملفت الذي تم خلال هذا الموسم، والذي يرجع لعدة أسباب أهمها الحزم في تطبيق الأنظمة ومنع المخالفين لتنظيم الحج سواءً من حجاج الداخل أو الخارج، إضافة للقفزة النوعية في أداء الأجهزة الخدمية المشاركة في أعمال الحج التي عملت وفق منظومة متكاملة. ومن ضمن الأجهزة الحكومية التي كانت لها بصمة مميزة جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي خصص أمانة عامة مستقلة تتولى الإعداد والتنسيق والتجهيز للمشاركة في أعمال موسم حج كل عام، ومع حداثتها إلا أنها تمكنت من تأدية رسالة الجهاز وفق خطط مدروسة وبأداء نوعي ملفت بالتناغم مع الجهات الأمنية والخدمية في المشاعر المقدسة، حيث تمكنت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من توظيف الإعلام الرقمي والبصري في توعية الحجاج وإرشادهم، لإيصال دعوة الحق لضيوف الرحمن، وتوجيههم وإرشادهم من خلال توفير (88) شاشة تلفزيونية لتوعية الحجاج بأربع عشرة لغة حية، كما استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لبث أفلام توعوية عبر حساباتها في مختلف المواقع الإلكترونية، والعمل من خلال (9) مراكز توجيهية و(25) نقطة توزيع بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة و(10) مراكز توجيهية بالمدينة المنورة و(6) نقاط توزيع. إضافة إلى المشاركة في مدينة الحجاج بمنطقة القصيم، كما أعدت الرئاسة أفلاما وثائقية للمعالم التاريخية في المشاعر المقدسة التي اعتاد بعض الحجاج زيارتها متضمنة نبذة عن الموقع التاريخي، وبيان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- حوله في رسالة تتضمن تجلية وتصحيح بعض المفاهيم والمعتقدات المغلوطة حولها، كما وفرت الرئاسة حافلة توجيهية متنقلة على جانبيها شاشتين من خلالهما تبث رسائل توعوية وتوجيهية لضيوف الرحمن، مع تجميل جسور منى بلوحات إرشادية وتوجيهية لجموع الحجيج. وكلفت 884 عضواً من منسوبيها للمشاركة في أعمال الحج إضافة إلى التعاقد مع (90) مترجماً يجيد كلاً منهم ما لا يقل عن أربع لغات حية، كما أعدت الرئاسة دليلاً إرشادياً لأعضاء الهيئة المشاركين في أعمال الحج يتضمن عدداً من التوصيات والتوجيهات وآليات العمل للمشاركين وفق الأنظمة والتعليمات المرعية مع التأكيد على حسن التعامل والتعاطي مع الحجاج والزوار وانتهاج أسلوب الرفق واللين في التعامل مع ضيوف الرحمن. وتعكف الرئاسة حالياً من خلال مركز البحوث والدراسات على إعداد دراسة تأصيلية ميدانية تطبيقية بعنوان "المخالفات الشرعية التي تقع في أماكن الزيارة وجهود الرئاسة في معالجتها" ويتطلع أن تفيد هذه الدراسة الميدانية في تحديد الاحتياجات ومتطلبات ضيوف الرحمن، والتعرف على أفضل الوسائل والأساليب المؤثرة في التعاطي معهم. وقد كان لمشاركة معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أ.د عبدالرحمن بن عبدالله السند وإشرافه المباشر على خطط وترتيبات اللجنة العليا لأعمال الحج بالرئاسة ووقوفه ومشاركته الميدانية مع منسوبي الجهاز في المشاعر المقدسة بالغ الأثر في تميز أداء الجهاز ومنسوبيه في حج عام 1437ه التأريخي.