دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاسرائيليين للحوار واللقاء على أساس وقف الاستيطان وتنفيذ الاتفاقات السابقة واحترامها، مضيفا " أبواب الحوار مع الإسرائيليين أقفلت ونحن لم نقفلها، لكن أيدينا لا تزال ممدودة للسلام، لا هم يلغوننا ولا نحن نلغيهم، فلهم دولتهم ولنا دولتنا". وأضاف عباس: "إذا وافقوا على ذلك فإن المبادرة العربية تنص على التطبيع مع الدول العربية والإسلامية بعد تحقيق السلام ولكن لا تلعبوا (الاسرائيليون) من تحت الطاولة وتحاولوا التطبيع قبل أن تنسحبوا من أرضنا". وجاءت اقوال الرئيس الفلسطيني الليلة الماضية في كلمة له خلال افتتاح أعمال مؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم الأول، تحت شعار "العودة إلى الجذور"، في قصر المؤتمرات بمدينة بيت لحم. واضاف: "رفعنا صوتنا عاليا وقلنا للعالم اعملوا ما عملتم مع إيران عندما تداعى العالم لحل الأزمة الإيرانية، فاستجاب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وقال أنا جاهز لعقد مؤتمر دولي وبالفعل عقد المؤتمر في الثالث من يوليو الماضي وسيعقد بشكل نهائي نهاية العام الجاري. واستطرد: "نأمل أن تشكل لجنة دولية تتابع الحوار على أرضية واضحة ومدة زمنية محددة وآلية للتنفيذ، وعند ذلك يمكن أن نصل إلى حل، هذا هو الطريق الأخير الذي نحاول أن نسير به لتحقيق السلام الذي نحن مخلصون لتحقيقه". وتساءل: هل الطرف الآخر مخلص كذلك؟ سؤال يوجه له ونحن ننتظر". وقال عباس: "إن إرادة شعبنا قوية رغم أن الطريق طويل وصعب، وهناك عقبات وعراقيل، ولكن لا تيأسوا ولا تقنطوا فإن الدولة قادمة لا محالة شرط أن تصبروا وتصمدوا". وأضاف: "أنا فلسطيني ويجب أن أبقى كذلك، فمنذ أن كانت هناك قضية اسمها قضية فلسطين أي منذ أكثر من 100 عام كان مقدرا ومقررا أن ينهى ويلغى ويمحى اسم فلسطين وأن يلغى ويمحى اسم الشعب الفلسطيني ليحل محلهم أناس آخرون، ولكن شعبنا ثبت اسم فلسطين بالصبر والصمود". واشار الى انه ومنذ العام 1850 بدأت هجرات أهلنا من هنا، بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، بحثا عن لقمة عيش كريمة "فذهبوا إلى هناك، لكن فلسطين بقيت في قلوبهم وعقولهم ولم يندمجوا في الغربة، ونقلوا حب فلسطين للأجيال المتعاقبة ولم ينسوها". وتابع: "الذي بقي هنا عليه أن يصمد والذي هناك (الغربة) عليه أن يتواصل ويتمسك بالجذور، وهناك ملايين الفلسطينيين المغتربين في الخارج نريد أن نساهم مع بعضنا لكي نعيد بناء دولتنا فلسطين". وقال عباس: "لم نحصل على صفة رسمية لفلسطين الا في العام 2012 بحصولنا على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة كعضو مراقب، مضيفا أننا "ناضلنا وما زلنا نناضل لكي نثبت فلسطين على خارطة العالم، ثبتناها كدولة مراقب، رفعنا العلم الفلسطيني في الأممالمتحدة، وأصبحنا أعضاء في الكثير من المنظمات الدولية ولكن ينقصنا الكثير، وأمامنا الكثير، حتى نحقق الإنجاز الوطني ونحقق قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدسالشرقية كدولة مستقلة". ودعا عباس القطاع الخاص إلى تنفيذ المشاريع الاستثمارية واستغلال الفرص في فلسطين وأن يفيد ويستفيد. وأضاف: "هذه هي العودة الحقيقية للجذور، فنحن نناضل من أجل تثبيت فلسطين على خارطة العالم، واليوم مؤتمركم يقام على أرض دولة فلسطين، على أرضكم، وفي مهد السيد المسيح، مؤكدا "أننا باقون على أرضنا وصامدون فيها ولن نرحل، وتجربة عام 1948 لن تتكرر وكذلك عام 1967، سنبني وطننا".