إن اليوم الوطني لبلادنا الغالية يحكي تاريخاً مجيداً ويوماً خالداً صنعه موحد هذه المملكة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، إذ كانت الجزيرة العربية قبل مرحلة التوحيد تعيش فوضى عارمة وخوفا وإنعدما للأمن؛ فضلاً عن ترامي الأطراف وبعد المسافات وانتشار الحروب، إلى جانب الفقر والجوع والجهل والمرض؛ ولا شك أن كل شيء بأمر الله قبل كل شيء؛ وكانت هذه الظروف الموجعة هي السمة البارزة للتعبير عن أهل الجزيرة العربية، إلى أن أذِن الله للملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بانطلاق مشروع توحيد البلاد، واضعاً نصب عينيه مستقبل هذا الوطن ومواطنيه، وانتشالهم من حالة الفقر والجهل والمرض إلى حياة كريمة يتوفر فيها أفضل وسائل وسبل العيش الكريم للمواطن تعليمياً وصحياً واجتماعياً وخدمياً. وها نحن اليوم نستذكر هذا اليوم لنُلح على الله بالدعاء بالشكر على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى، إذ عم الأمن أرجاء البلاد وانتشر التعليم في كل مكان وتطورت الخدمات الصحية والعديد من الخدمات على كافة الأصعدة والتغيرات التي تنامت ولو استطردناها لاحتجنا لمجلداته، ولكن في هذه المناسبة التي حري بجيل اليوم جميعاً أن يعرف تاريخ بلاده ليدرك ماضي الأباء والأجداد وما كانوا عليه هم وما وصلنا إليه الآن، ولا شك أن ذلك يُلقى عاتقه على الأسرة ومن قبلها المدرسة لترسيخ ذلك في عقول النشء!. الشعب السعودي جميعاً بهذا اليوم سعيد إذ أثبت على مرّ السنين وفاءه وولاءه لقيادته من خلال الوقفة الصادقة ضد كل من يحاول المساس بأمننا ووحدتنا داخلياً أو خارجياً، ولاشك أن ذلك بفضل الله ثم بفضل الاهتمام الكبير الذي توليه حكومتنا الرشيدة لجميع أفراد المجتمع ومؤسساته ما جعل له الأثر الكبير فيما نشهده اليوم من بناء ونهضة وتطور كبير على كافة الأصعدة. ولا يسعني في هذه المناسبة الغالية إلا أن أرفع أجمل التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي العهد، ولولي ولي العهد ولأمير منطقة القصيم وللأسرة المالكة وللشعب السعودي كافة بمناسبة هذا اليوم التاريخي، سائلاً الله عز وجل أن يديم علينا هذه النعم وأن يجنب بلادنا كل سوء ومكروه. * نائب مدير مكتب جريدة الرياض ببريدة.