في مملكة الخير والعطاء، مملكة التاريخ والحضارة، يطيب المقام ويحلو الكلام، وتسمو المشاعر والأحاسيس، وترتقي لتسفر عن ألوان من المحبة ثابتة، ومظاهر من الإخاء راسخة، تربط بين مآثر الحاضر الناصعة، وجذوره التاريخية العميقة، ومستقبله الواعد، ليطل على الشعب السعودي ومملكته الغالية. يطل علينا يوم خالد في تاريخ دولتنا وأبنائها، ألا وهو ذكرى ذلك اليوم الذي أعلنت فيه البلاد وحدةً واحدة تحت اسم واحد وعلم واحد، على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، فبعد أن أكمل عملاً مقدساً وفقه الله سبحانه وتعالى إلى تحقيقه بتوحيد أجزاء هذه البلاد تحت قيادته في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة 1351ه، وحدد الأول من الميزان من كل عام يوماً وطنياً يمثل هذه الذكرى الخالدة لتوحيد تلك الأقاليم المتناثرة تحت مسمى (المملكة العربية السعودية). فبهذا أصبح الشعب واحدا: شماله وجنوبه، شرقه وغربه، مثلما أصبح الوطن بأقاليمه واحداً يخفق على أركانه علم التوحيد الخالد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) واتخذ من القرآن الكريم دستوراً ومنهجاً تسير عليه الدولة في كل شؤونها. وتحققت للمملكة العربية السعودية - بفضل من الله - نهضة كبرى على كافة المستويات: الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، والعمرانية، والزراعية، بدأها الملك عبدالعزيز- رحمه الله وأكملها أبناؤه البررة: الملك سعود، فالملك فيصل، فالملك خالد، فالملك فهد، فالملك عبدالله يرحمهم الله جميعاً، ويقودها اليوم بكل اقتدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، الذي نهض بمسؤولياته المزدوجة بعزم الشباب وحكمة الشيوخ، لذا فإنه يحق لأبناء وبنات هذا الوطن أن يفخروا بما وصلت إليه بلادهم خلال وقت قصير، والأهم من ذلك أن يفخروا بانتمائهم لهذه الأرض المباركة، ولهذا الوطن العزيز، وأن يعملوا جميعاً بيدٍ واحدة للحفاظ على مكتسباته، وما وصل إليه من تقدم ورقي في كافة المجالات، وأن يسهموا جميعاً كلٌ حسب استطاعته في رفعته وازدهاره. * بريدة رجل أعمال ورئيس مجلس إدارة شركة مجموعة المهيلب للمنتجات الأسمنتية