يتعجب الزائر للمسجد النبوي الشريف من تعدد المحاريب وجمال نقوشها وبديع زخرفتها ويشهد المحراب النبوي المتوسط للروضة الشريفة احتشاداً وازدحاماً في طوابير طويلة لأداء الصلاة في الموضع الذي أمّ فيه النبي الخاتم صحبه الكرام وسجدت جبهته الشريفة خضوعاً وعبودية للمولى سبحانه وتعالى. وتشير المصادر التاريخية إلى أن القبلة الأولى في المسجد كانت في نهاية المسجد قديما من الشمال مقابل باب عثمان عند الأسطوانة الخامسة، شمالي أسطوانة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث أمضى النبي الخاتم وصحبه الكرام قرابة 17 شهرا يستقبلون بيت المقدس في صلاتهم بعد قدومهم إلى المدينةالمنورة، وبعد تحويل القبلة إلى البيت الحرام، حوله النبي صلى الله عليه وسلم من شمالي المسجد إلى جنوبيه، وصلى على أسطوانة عائشة مدة شهرين أو 4 شهور، ثم تقدم إلى الأسطوانة المخلقة وصلى عندها أياماً، وكان ذلك موقفه في الصلاة، (وفيه بنى محرابه الشريف)، وفي زيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قدم محراب الإمام إلى نهاية زيادته جنوباً، وفي زيادة عثمان رضي الله عنه، وقف في محرابه العثماني، الذي يقف فيه الإمام الآن، ولم يكن للمسجد محراب مجوف، لا في العهد النبوي ولا في عصر الخلفاء الراشدين، وتشير المصادر التاريخية إلى أن أول محراب مجوف كان في العهد الأموي عام 88ه، وقد تعددت المحاريب في الحرم الشريف ومنها: المحراب النبوي الشريف: في الروضة الشريفة ويقع المحراب على يسار المنبر، المحراب العثماني: في حائط المسجد القبلي وهو الذي يصلي فيه الإمام الآن، المحراب السليماني: وكان يعرف بالمحراب الحنفي وهو غربي المنبر، محراب فاطمة رضي الله عنها: ويقع جنوبي محراب التهجد داخل المقصورة الشريفة، محراب شيخ الحرم: وكان يقع خلف دكة الأغوات.