غادرت أمس بكثافة قوافل ضيوف الرحمن المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها الجهات الحكومية والأهلية، غادروا بقلوب تهفوا إلى بيت الله الحرام ورؤية الكعبة المشرفة والمبيت في منى ومزدلفة والوقوف في مشعر عرفات. وأكد حاتم بالي رئيس المؤسسة الأهلية للأدلاء أن عملية التفويج تسجل نجاحا ملموسا وأن تصعيد الدفعة الأخيرة من الحجاج بما فيهم المنومون في المستشفيات ستتم خلال اليومين القادمين بإشراف المؤسسة ورعاية طبية من مستشفيات الدولة والتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر السعودي. وقال: إن الخدمات تتم بعون الله بتنظيم متكامل وشامل لتحقيق الأمان والراحة لضيوف الرحمن بالتنسيق مع جميع الجهات العاملة وعلى رأسها وزارة الحج والعمرة متمثلة في دعم الخدمات المقدمة لضيوف حجاج بيت الله الحرام بما يمكنهم من أداء الفريضة بكل يسر وسهولة على عدة مراحل منذ قدومهم إلى المدينةالمنورة حتى المغادرة بالحافلات المجهزة إلى مكةالمكرمة عبر مركز تفويج الحجاج ضمن تواجد ميداني مكثف للعاملين في مختلف اللجان العاملة والمساندة. هذا وقد عبر عدد من الحاجات عن سعادتهن الغامرة وهن يؤدين المناسك وسط منظومة كاملة من الخدمات، ونصحت الحاجة المغربية صفية مختار حجاج بيت الله ومن يتواجدون بالمشاعر المقدسة إلى التزام الهدوء والسكينة والابتعاد عن نشر المعتقدات وترويج الأفكار المضللة واستغلال بلاد الحرمين الشريفين لبث تلك الأفعال المشينة فمن حج ولم يرفث ويفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. وقالت الحاجة السودانية خديجة الأمين أؤدي الفريضة لأول مرة ورغم حزني الشديد لتوديع المدينة ورسولها الكريم إلا أنني أشعر بسعادة تغمرني، وأنا أشاهد وفود الحجيج تتزاحم على مسجد الميقات لعقد نية الحج بأنواع النسك، علاوة على مغالبة لهفتي فلم يبق بيني وبين بيت الله الحرام سوى ساعات قليلة لأمتع عيني بالنظر إلى الكعبة الشريفة وأغسل بدموعي حرارة الشوق التي خفقت بين جوانحي 50 عاما الى أن بلغني المولى عز وجل زيارة بيته العتيق. وقالت فريدة محمود من مصر: في هذه اللحظة لا استطيع أن أعبر عن مشاعري فبداخلي خليط من الفرح والترقب ولا أعرف ماذا سيحدث لقلبي عند رؤية الكعبة التي حلمت فيها في منامي وصحوتي، لأنني كلما أشاهد بيت الله الحرام عبر القنوات الفضائية يتحرك في داخلي شجون غريب يعقبه البكاء والأمنيات لأصل إلى أشرف البقاع وأحمد الله أن منّ عليّ بتحقيق أمنيتي بالحج إلى بيته المطهر والوقوف بعرفات إن شاء الله.