تشهد مساجد ومزارات المدينةالمنورة تدفق أعداد كبيرة من ضيوف الرحمن لزيارتها وأداء الصلاة في بعضها واستذكار الأجواء الروحانية، والسيرة المباركة لعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه الميامين رضوان الله عليهم أجمعين. ويظل مسجد قباء مهوى لضيوف الرحمن الذي يحرصون على زيارته وأداء ركعتي السنة، وهو يبعد عن المسجد النبوي زهاء نصف ساعة مشيا بالأقدام، وقد شارك نبينا العظيم أصحابه في بنائه، ثم جدده الخليفة الثالث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وزاد فيه، ولما اعتراه الخراب جدده من بعده الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز عندما كان أميراً على المدينةالمنورة، وأقام له مئذنة عام 87 /93 ه، وتوالت التوسعات على المسجد وصولاً للعهد السعودي الذي تمت فيه أكبر توسعة لمسجد قباء ليستوعب 20 ألف مصل، وخصص الجزء الشمالي منه ليكون مصلى للنساء بطاقة استيعابية تصل إلى 7000 مصلية. أما مسجد الجمعة الشهير فقد سمّي بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه أول جمعة حين أقبل من قرية قباء متجهاً إلى المدينة، وأطلق عليه «مسجد بني سالم» لوقوعه في حي بني سالم بن عوف من الأنصار، وقيل عنه «مسجد الوادي» و»مسجد عاتكة»، وهو يقع بين الطريق الرابط بين قباء ووسط المدينةالمنورة المسمى طريق قباء. ويبقى مسجد القبلتين أحد أبرز المعالم في طيبة الطيبة، وسمي بذلك لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر بتحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة فيه ويطلق عليه مسمى مسجد بني سلمة لوقوعه في قرية بني سلمة، ويقع المسجد على هضبة مرتفعة من حرة الوبرة في طرفها الشمالي الغربي بالنسبة للمدينة، ويشرف على عرصتي وادي العقيق بمساحة 3920م2. وتحتضن المدينةالمنورة، مسجد الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري أو مسجد السجدة الواقع في الجهة الشمالية من المسجد النبوي، وسمي بمسجد السجدة لسجود الرسول صلى الله عليه وسلم فيه سجدة طويلة، ويقال له مسجد الشكر لسجود النبي فيه سجدة الشكر، ويقال عنه مسجد البحيري لوقوعه عند بستان النخيل الذي عرف بالبحير. ويعد مسجد الغمامة أو مسجد المصلى الواقع بالقرب من المسجد النبوي عند الجنوب الغربي منه من أبرز مساجد المدينةالمنورة، وكانت تصلى فيه صلاة العيدين حتى أواخر القرن التاسع، ثم نقلت إلى المسجد النبوي. وعلى بعد 385 م شمالي مقبرة بقيع الغرقد يقع مسجد الإجابة واشتهر المسجد بهذا الاسم لحادثة رواها مسلم في صحيحه حيث قال «روي أن رسول الله أقبل ذات يوم من العالية حتى مرّ بمسجد بني معاوية ودخل فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربّه طويلاً، ثم انصرف إلينا، فقال: سألت ربّي ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالسّنة «الجدب، وهو انقطاع المطر» فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالفرق «الفزع» فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها. ومن أهم المعالم التي يزورها القادمون إلى المدينةالمنورة من ضيوف الرحمن زوار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم كل عام المساجد السبعة التي هي وفقًا للروايات ستة مساجد وليست سبعة ولكنها اشتهرت بهذا الاسم وتقع في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق. ومسجد الفتح فهو أكبر تلك المساجد وسمي بهذا الاسم لأنه مصلى رسول الله، وتلك الغزوة كانت في نتائجها فتحاً على المسلمين، ومن المساجد السبعة مسجد الصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي يقع جنوبي مسجد الفتح مباشرة على بعد 20م منه فقط في قاعدة جبل سلع، ويتكون من رواق واحد طوله وعرضه سبعة أمتار ودرجة صغيرة عرضها متران، إلى جانب مسجد أبي بكر الصديق الذي يقع جنوب غربي مسجد سلمان على بعد 15م منه وبني وجدد مع المسجدين السابقين وقد هدم الآن ليعاد بناؤه وتوسيع مساحته، ويليه مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه جنوباً على بعد عشرة أمتار منه فقط، وهو على شكل رواق مستطيل وله رحبة غير مسقوفة على صورته، يرتفع عن الأرض ثماني درجات، وطريقة بنائه تطابق بناء مسجد الفتح، وربما يكون قد بني وجدد معه. بالإضافة إلى مسجد الإمام علي بن أبي طالب وبني هذا المسجد وجدد على الأرجح مع مسجد الفتح، وآخر هذه المساجد مسجد فاطمة الزهراء الذي يسمى في المصادر التاريخية مسجد سعد بن معاذ، وهو أصغر مساجد هذه المجموعة مساحته تقريبا 12م2، وله درجة صغيرة وآخر بناء له على نمط أبنية المجموعة نفسها. ساحة معركة الخندق