تنطلق اليوم الثلاثاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة ال 146 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة تونس ويمثلها السفير نجيب المنيف المندوب الدائم لدى الجامعة العربية خلفا للبحرين التي يمثلها الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة. ويناقش المندوبون الدائمون على مدى يومين التحضير للدورة الوزارية للمجلس على مستوى وزراء الخارجية العرب التي ستعقد الخميس وتناقش مجمل تطورات العمل العربي المشترك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وأكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي في تصريحات للصحفيين أهمية هذه الدورة، مشيرا إلى أنها تتضمن 30 بندا تشمل 52 موضوعا على جدول أعمالها وتتناول تطورات الأوضاع في المنطقة والتحرك حيال القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا وليبيا واليمن والعراق إلى جانب بحث موضوعات تخص صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب والتعاون العربي مع التكتلات الاقليمية والدولية، وملف تطوير وإصلاح الجامعة العربية ووضع منهجية جديدة للتعامل العربي مع ملف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وأضاف "بن حلي" أن الوزاري العربي سيشهد جلسة خاصة حول الوضع في سوريا بمشاركة المبعوث الأممي الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا حيث سيطلع وزراء الخارجية العرب على التحركات السياسية حيال الأزمة الراهنة وما يتعلق بالنواحي الإنسانية. وأوضح أن المجلس سيناقش تقريرا اعدته اللجنة الوزارية العربية المعنية بالتصدي للتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية حيث رصد التقرير عددا من التدخلات الإيرانية المختلفة في المجالات السياسية والاعلامية والاقتصادية في شؤون الدول العربية. وأشار إلى أن المجلس سيستعرض تقرير الأمين العام للجامعة العربية حول نشاط الامانة العامة بين دورتي الانعقاد، بالاضافة الى تقرير لهيئة متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن قمة نواكشوط والعناصر التي تم البدء في تنفيذها وفق اعلان نواكشوط، كما يستعرض للمرة الاولى تقرير لجنة حقوق الانسان العربية حول اوضاع حقوق الانسان في الوطن العربي، وتعيين رئيس للجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان، الى جانب عدد من التقارير المالية والادارية المرفوعة من اللجان المعنية. وعلى صعيد القضية الفلسطينية، قال السفير بن حلي إن بيير كرينبول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" سيلقي كلمة امام الوزاري العربي حول العجز المالي الذي تعانيه الوكالة واهمية دعمها لمواصلة دورها لتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في أماكن عملياتها الخمس. وأوضح "بن حلي" أن وزراء الخارجية سيناقشون خلال اجتماعهم الخميس المقبل القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي بكافة تطوراته وجهود اللجنة الوزارية العربية الرباعية المصغرة المعنية بالتحرك العربي لدعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية برئاسة مصر، وكذلك تقييم مسار المبادرة الفرنسية بشأن عقد مؤتمر دولي للسلام. كما سيناقش المجلس الازمات العديدة التى تشهدها عددا من الدول العربية في ليبيا وسوريا واليمن والتي باتت في منحى خطير للغاية، مشددا على ضرورة إعادة الدور العربي حيال هذه الأزمات غير المسبوقة باعتباره واجبا عربيا وقوميا من اجل ايجاد مخرج لتلك الازمات ووضعها على طريق الحل السياسي والتوافق الوطني وفق ما اكدت عليه قمة نواكشوط. ولفت إلى أن هناك بندا سيناقش حول الحفاظ على المياه العربية مقدم من قبل العراق، مشددا في هذا الإطار على أهمية دعم العراق في مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش وغيره من التنظيمات. وقال بن حلي إن الجديد في هذا الاجتماع دراسة انشاء آلية عربية للتنسيق وتقديم المساعدات العربية الإنسانية للمتضررين واللاجئين والنازحين جراء الازمات خاصة في سورياوالعراق وغيرها من المناطق. وعلى صعيد مكافحة الارهاب، لفت بن حلي إلى أن المجلس سيناقش تقريرا للامانة العامة حول مكافحة الإرهاب دوليا واقليميا وتقريرا آخر حول صيانة الأمن القومي العربي والأبعاد الخطيرة للإرهاب والتطرف. وأشار إلى أن المجلس سيناقش للمرة الأولى بندا حول ضرورة إعادة النظر في الأرشيفات المنقولة من الدول العربية من قبل الدول الاستعمارية باعتبارها تشكل ذاكرة البلدان التي استعمرتها، لافتا في هذا الإطار إلى وجود استراتيجية عربية لاستعادة الارشيفات المسلوبة والمنهوبة والمنقولة. وسيناقش المجلس نتائج اعمال اللجنة مفتوحة العضوية بشأن فرق العمل الأربع لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، إلى جانب بحث آفاق التعاون بين الجامعة العربية والتكتلات الاقليمية والدولية. وسوف يرفع المندوبون الدائمون في ختام اعمالهم مشروع جدول الأعمال ومشاريع القرارات التي سيتم الانتهاء منها، إلى وزراء الخارجية العرب للنظر في اعتمادها الخميس.