حضور قوي ومشاركة فاعلة للمملكة في قمة العشرين جسّدا مكانتها على الساحة الدولية وصياغة القرار الدولي السياسي والاقتصادي، فبلادنا - ولله الحمد - تتبوأ مكانة رفيعة بين الأمم تعطيها مساحة واسعة للتحرك عطفاً على سياساتها المتزنة ومواقفها الثابتة المؤيدة للحق والعدل. وسبقت مشاركة المملكة في قمة العشرين جولة لسمو ولي ولي العهد إلى باكستان .. الصين واليابان على التوالي، استثمرت في عقد اتفاقات متعددة بلغت 24 اتفاقاً شملت مجالات متنوعة جاءت ضمن تعزيز الشراكة وفي إطار برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، فكانت جولة مثمرة ستعود فائدتها على الاقتصاد الوطني وبالتأكيد على المواطن وتنميته. في قمة العشرين رأينا اللقاءات التي عقدها الامير محمد بن سلمان مع قادة العالم الذين يمثلون اكبر عشرين اقتصاداً في العالم والمملكة من ضمنهم، رأينا الحفاوة البالغة والاهتمام الكبير الذي لقيه الامير محمد والوفد المرافق تعبيراً عن ثقة الدول الكبرى بتأثير المملكة ودورها المحوري في صنع القرار الدولي المتزن الذي يبحث عن مصالح مشتركة، تدفع عجلة النمو الاقتصادي في العالم وتخفف من حدة الاحتقان السياسي الحاصل في المشهد الدولي عموما والعربي والإقليمي خصوصاً، وليس أدل على ذلك من تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند لقائه الامير محمد بن سلمان رئيس وفد المملكة الى قمة العشرين «نعلق اهمية كبرى على تعزيز التعاون المتبادل مع السعودية. هذا الامر يعني علاقاتنا الثنائية خصوصا وأننا أكبر مصدرين للنفط، وكذلك القضايا الدولية». واضاف «نعتبر انه لا يمكن تسوية أي مشكلة مهمة في المنطقة من دون السعودية، وبالنسبة الينا من الأهمية بمكان أن نحافظ على حوار دائم معكم». تصريح بوتين يؤكد تمام التأكيد الدور السعودي المؤثر سياسياً واقتصادياً ليس على المستوى الإقليمي وحسب بل يتعداه الى ثقل دولي يحسب له أدوار إيجابية يقوم بها. وعندما توقع المملكة وروسيا مذكرة مشتركة حول سوق النفط تنص على تشكيل لجنة سعودية - روسية تتولى تحديد الخطوات المطلوبة لاستقرار السوق فذلك يأتي في سياق حرص المملكة الدائم على مصالح المنتجين والمستهلكين في وقت واحد، وهو امتداد لمواقف سابقة راعت فيها المملكة تلك المصالح. وتصريح وزير الطاقة الروسي يعطينا أوضح الأدلة على رغبات دول العالم الكبرى منها خصوصا بتعميق العلاقات مع المملكة خاصة عندما قال « نتطلع لفتح صفحة جديدة من التعاون مع السعودية، ونتلهف لإقامة علاقات تعاون وشراكة «، هذا ليس موقف روسيا وحدها بل هو موقف دول كبرى كثيرة تريد تلك الشراكات وذلك كله يصب في مصلحة الوطن.