شهدت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع إلى جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 26 ذو القعدة 1437ه الموافق 29 أغسطس 2016 وحتى 28 ذو القعدة 1437ه الموافق 31 أغسطس 2016 اهتماماً كبيراً نظراً لما احتوته الزيارة من فرص استثمارية عديدة تمثلت في توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين اللذين تجمعهما علاقة وطيدة، وقد رعى سموه خلال لقائه مع دولة نائب رئيس الوزراء الصيني تشانغ قاو لي مراسم توقيع 15 اتفاقاً بين عدة شركات وجهات حكومية سعودية وصينية في مختلف المجالات، ثلاثٌ منها في مجال الطاقة والصناعة والثروة المعدنية. وتعليقاً على الزيارة، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد بن عبدالعزيز الفالح "بوسع المملكة والصين إطلاق مكامن القوة لدى كل منهما والعمل معًا على اغتنام فرص تحقيق الرؤية البعيدة المدى المتمثلة في النمو والتطور المتوازنين، بحيث لا تقتصر ثمار جهودنا التعاونية على شعبي البلدين فحسب، بل تتجاوز حدودهما إلى ملايين الناس في شتى أنحاء العالم". وخلال الزيارة عقد الفالح سلسلة من الاجتماعات الجانبية مع قادة القطاعات الهامة في الصين لتطوير العلاقات القائمة وللتعريف برؤية المملكة 2030 وفرص التعاون المشتركة، كما التقى مسؤولون من وزارة الطاقة وأعضاء الإدارة التنفيذية لأرامكو السعودية بنظرائهم من مؤسسة البترول الوطنية الصينية، والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري، ومؤسسة الكيميائيات الوطنية الصينية (كيمتشاينا). نوّه الفالح خلال هذه الاجتماعات باستعداد المملكة لتلبية الطلب المتنامي للطاقة في الصين خلال العقود القادمة واستعداد الشركات السعودية وعلى رأسها أرامكو السعودية وسابك للاستثمار في كافة مناطق الصين بالشراكة مع الشركات الصينية، مشيرا إلى وجود فرص نمو كبيرة لشركات الطاقة والكيميائيات الصينية من خلال المشاركة في التحول الاقتصادي للمملكة ضمن إطار عمل رؤية المملكة 2030، وتشمل هذه الفرص استثمارات مشتركة في قطاعي الطاقة والكيميائيات في البلدين. وبالإضافة إلى المذكرات الحكومية الثلاث، فقد وُقِّع خلال الزيارة عشرون مذكرة تفاهم بين شركات وجهات سعودية وصينية لتمهيد الطريق للمضي قدمًا نحو مزيد من التعاون بين البلدين. أما في قطاع الثروات المعدنية، فقد التقى الفالح كبرى شركات التعدين والمعادن الصينية في إطار سلسلة الاتصالات الثنائية مع الشركات الصينية البارزة في مسعى لتقديم عناصر رؤية المملكة 2030، حيث عقدت مناقشات حول الفرص الاستثمارية المحتملة لشركتي شنهوا وشالكو في قطاع التعدين في المملكة، كما نوقشت مواضيع ذات صلة مثل البنية الأساسية للنقل والحوافز والأيدي العاملة المحلية المتاحة. وحول قطاع التعدين قال الفالح "قطاع التعدين والمعادن في المملكة جاهز لفرص التعاون مع الشركات الصينية ذات الخبرة، ونحن نرحب بالشراكات طويلة الأمد ذات النفع للطرفين لمزيد من الارتقاء بهذا القطاع الواعد".