يا راكب اللي بالسما تقل شيهان سواقها يعرف جميع المسارات فوق السما ما بنشرت بعض الأحيان من نوع جمس وصانعينه (خواجات) من المصطلحات الشعبية الدارجة على ألسنة الناس في العالم العربي سواء في الجزيرة العربية أو مصر أو الشام مصطلح (الخواجات) الذي يستخدم للتعبير عن غير المسلمين ومن ذلك تسمية (طريق الخواجات) للطريق الذي يتجه إلى جدة دون المرور بمكة المكرمة لأن غير المسلمين يسلكونه عادة، ومن ذلك تسمية مقبرة غير المسلمين في جدة ب (مقبرة الخواجات)، ويظهر أن هذا اللفظ أو المصطلح الوصفي كما ذكر الشيخ العبودي في معجم الكلمات الدخيلة لم يكن معروفاً في بلادنا لأن هؤلاء الأجانب لم يكونوا يأتون إلى بلادنا إلا ما ندر، في حين تواجدوا بكثافة في منطقتنا بعد اكتشاف النفط واضطلاع الشركات الأجنبية بأعماله، وكان الناس يسمونهم في البداية «النصارى/النصراني» ومن ذلك قول الشاعر: سلط على النصراني اللي لقا الزيت لعل نبع الزيت يعمي عيونه لولاه تحتاج المراجل شفاليت تحتاج شي يقصر النذل دونه أو «المريكان/المريكاني» كما قالت الشاعرة: يا ونتي يوم محمد بالخبر جاني الحر بالكبد ودمع العين غاطيها تشعل بقلبي كما (ضو المريكاني) دب الدهر والعة محدٍ يطفيها وأيضاً كانوا يسمونهم «الأنقريز» أو «الروم» ثم انتقلوا للتعبير عنهم بمصطلح «الخواجات» كما ظهر في بيتي الشاعر طراد بن فرحان العنزي في صدر المقالة، وما زال هذا المصطلح مستخدماً إلى اليوم. والخواجات كما قال الشيخ محمد العبودي: يراد بهم الأوربيين والأمريكيين ونحوهم من البيض، مشيراً إلى أن لفظ (الخواجات) وفد ما وفد به إخواننا المصريون من معلمين وغيرهم فهم يسمونهم في مصر بالخواجات. والحقيقة أن مصطلح (الخواجة) كما ألمح العبودي كان منتشراً في بعض الدول العربية قبل انتشاره لدينا بسنوات طويلة بحكم تواجد الأجانب هناك واتصالهم المستمر بالناس لأسباب سياسية واقتصادية، في حين يشير أحمد أمين في (قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية) بأن الخواجة في لسان المصريين هو أوروبي يلبس بدلة وبرنيطة سواء كان رومياً أو إيطالياً أو انجليزياً أو غير ذلك، وهو يحترم في مصر ويخاف منه ويعتقد فيه العلم والأمانة أكثر من المواطنين وخصوصاً في الزمن الماضي، فإذا قدم طبيب وكان خواجة اعتقد أنه أمهر من الأطباء المصريين مهما كانت شهادته وضيعة، وإذا كان تاجرا يونانيا ببرنيطة استطاع أن يشتري من الفلاحين قطنهم أكثر مما يستطيع التاجر المصري مهما غشهم وخدعهم. وإذا وعد المصري الخواجة اعتقد أنه يفي بوعده أكثر مما يفي المصري. ولفظة خواجه لفظ فارسي دخيل على اللغة الدارجة وينطق بالفارسية خْواجَه بإسكان الخاء وفتح الجيم ومعناه السيد. وقيل كانت في الأصل تطلق على تجار العجم كما جاء في صبح الأعشى: «الخواجا من ألقاب أكابر التجار الأعاجم من الفرس ونحوهم» ، ثم أصبحت تطلق على الأعيان والتجار، ثم اقتصر استعمالها على كل أجنبي، وفي اللغة الفارسية تأتي بمعنى: شيخ، رئيس، معلم مدرسة، أستاذ وما شابهها. ويرى العبودي: بأن التسمية تطورت فصارت عندنا الآن للأجانب من غير المسلمين أما بالمعنى الأول الذي يعني كبار التجار فإنها لا تزال مستعملة لكبار المسيحيين في لبنان، وأخيراً فإن الشاعر حبيّب العازمي يقول: الخواجه ليا منه لقى الكافي كل وادي يحدّر به وينحي به