دعا الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر د. صالح بن حمد السحيباني إلى ضمان حماية جميع الموظفين والمتطوعين العاملين في مجال العمل الإنساني والإغاثي والذين يعملون على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثات لضحايا الكوارث والحروب في مناطق الصراع التي تعيش أوضاعاً صعبة، مؤكداً ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حماية العاملين في مجال الإغاثة وتقديم المساعدات. وأشار إلى أن ذكرى "اليوم العالمي للعمل الإنساني" تحتم علينا أن نذكر "شهداء الإنسانية" وعطاءاتهم وتضحياتهم وبالذات العاملين من موظفي هيئات ومنظمات العمل الإنساني والإغاثي وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية، وكل من يعمل في هذا المجال من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر وكذلك العاملين في الخطوط الأمامية للأزمات. وقال: «إننا لن ننساهم وستبقى أعمالهم إرثاً وفخراً لنا كعاملين في مجال العمل الإنسان، حيث ضحوا بأرواحهم الغالية رخيصة في سبيل مساعدة أخوانهم في أسمى صور التضحية والتسامي». جاء ذلك خلال تدشينه فعاليات يوم "العمل الإنساني العالمي" الذي وافق الجمعة التاسع عشر من أغسطس 2016 من مقر مركز سمو الفكر للاستشارات في جدة، واطلاعه على تفاصيل المراحل الأخيرة لإطلاق مشروع سلام للدعم النفسي لأطفال الكوارث والحروب، والذي يعد أكبر مشروع عربي تتبناه المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ويستهدف إعادة تأهيل الأطفال نفسيا وتعليميا وصحياً وقيمياً وبدأت مراحل صناعته من ما يزيد على ستة أشهر على يد وفكر فريق نخبوي من المتخصصين ومن أعضاء الفكر والتربية والخبرة الذين تطوعوا من المملكة العربية السعودية ومن بعض دول الخليج لبناء المشروع الأهم الذي تحتاجه ساحة العمل الإنساني في الوقت الذي أعرب فيه عن قلقه من ارتفاع أعداد الأطفال الأبرياء من ضحايا الكوارث والنزاعات المسلحة التي لا دخل لهم بها. وأكد أن العمل يجري حالياً لتدشين هذا البرنامج النوعي المهم من خلال استراتيجية المنظمة التي تهدف إلى تنسيق الأعمال الإنسانية والجهود الإغاثية، فيما اعتبر أن هذا المشروع هو من المشاريع المهمة حسب معطيات الوضع الحالي وارتفاع أعداد الأطفال المتأثرين من جراء تلك النزاعات. مقدماً شكره الجزيل وتقديره البالغ لفريق العمل الذي تكبد الصعاب والسفر للالتقاء وعقد الاجتماعات المتوالية وورش العمل العملية على مستوى بعض دول الخليج للخروج بهذا المشروع الذي ينتظر دعم الدول المانحة لتنفيذه عاجلاً. من جهتها، أكدت هوازن الزهراني مستشار البرامج والمشاريع بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، وقائد المشروع، أهمية مشروع «سلام» لبناء شخصية معتدلة للطفل سواء على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي، مشيرة إلى أن ما دعاها للتفكير في مثل هذا المشروع هو زيارتها ضمن وفد المنظمة لعدد من مخيمات اللاجئين الأشقاء، وشاهدت عن قرب الأطفال المتضررين الذين اعتبرت أنهم أوفر حظاً لبناء شخصياتهم وإعادة تأهيلها في ظل ابتعادهم عن مناطق الصراع وأيضاً في ظل الجهود الإغاثية التي تقدم لهم من الدول المانحة.