سجل فيضان النيل في السودان هذه الأيام معدلات قياسية فاقت أعلى نسبة تاريخية مسجلة في وزارة الموارد المائية في البلاد قبل 97 عاماً وتحديداً في العام 1919م، ليزيد من معاناة سكان القرى والمدن الذين يسكنون على ضفافه إلى جانب خسائر أخرى كبرى وقعت بسبب الكوارث المتوالية الأخرى المتمثلة في السيول والأمطار. وتضررت حتى الآن 13 ولاية سودانية من الفيضان والسيول والأمطار، وارتفع أمس عدد القتلى 101 بعد انضمام 25 منهم من ولاية الجزيرة وسط البلاد إلى آخر إحصائية صادرة من وزارة الداخلية وهي عبارة عن 76 قتيلاً. وكشف نائب حاكم الجزيرة عماد الدين الجاك، خلال زيارة قام بها وزير الداخلية للولاية أمس عن مصرع 25 شخصاً وإصابة 35 آخرين بسبب السيول والأمطار مع انهيار 1918 منزلاً وانهيار 188 مرفقاً حكومياً بسبب السيول والأمطار. وأكد وصول عدد من قوافل الدعم من المركز والهلال الأحمر السوداني. ولم يترك النيل الأزرق الهائج الجزيرة للسيول والأمطار لتعيث فيها فساداً وإنما غمر قرى واقترب من الشارع الرئيسي الذي يربط الولاية بالعاصمة الخرطوم. وتعتبر ولايات الجزيرة وكسلا وسنار والخرطوم والنيل الأزرق وجنوب دارفور هي الولايات الأكثر تضررا حتى الآن من الموجة الغير مسبوقة. وشكَّلت حكومة ولاية جنوب دارفور غربي السودان أمس غرفة طوارئ للتدخل العاجل بعد أن عزلت السيول قرى ومدناً عديدة مما أدى إلى انقطاع الحركة التجارية وارتفاع أسعار السلع. وقال المدير التنفيذي لمحلية ابوحجار في الولاية عبد العظيم احمد ابوضراع أن المحلية تعتبر من أكثر المحليات تأثراً بالفيضان في القطاع السكني والزراعي. وأكد انهيار أكثر من 277 منزلاً ويجري الآن العمل لتحديد حجم الضرر في القطاع الزراعي خاصة مزارع الموز التي تشتهر بها المنطقة. وأضاف "نعمل باستمرار على توفير احتياجات المتضررين وتقوية الردميات في المناطق الهشة والمنخفضة، إلا أن ارتفاع مناسيب النيل كان يفوق إمكانية المحلية".