استنكرت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم محاولات الابتزاز التي تمارسها سلطات الاحتلال على مدارس القدس العربية، بربط تقديم ميزانيات لها بقبولها استبدال المنهاج الفلسطيني بالمنهاج الاسرائيلي. واشترطت ما تسمى "وزارة شؤون القدس" في حكومة الاحتلال تحويل ميزانيات بقيمة 20 مليون شيكل لترميم المدارس المقدسية التي توافق على اعتماد المنهاج التعليمي الاسرائيلي، بدل الفلسطيني، وفقا لما أوردته صحيفة "هارتس" العبرية. وقالت "هارتس": "على الرغم من وجود تقارير أميركية وأوروبية تشير إلى حاجة المؤسسات التعليمية في القدسالمحتلة إلى الترميم، والاهتمام، والتأكيد على أن الأجيال الشابة تحتاج لخدمات تعليمية أفضل من حيث المكان، إلا أن اسرائيل وضعت شرطاً أساسياً واجبارياً لكل مؤسسة تعليمية ترغب في الحصول على الدعم المالي، لتحسين اوضاعها". وحسب الصحيفة، فإن الشرط الأبرز والأهم في هذا الإطار هو أن تعتمد المؤسسات التعليمية المنهاج الإسرائيلي بدل المنهاج الفلسطيني، المعتمد، مشيرة الى أن الوزارة ستوفر تمويل خاص قيمته 20 مليون شيكل، أي ما يعادل 5.2 مليون دولار أميركي لعدد قليل من المدارس الفلسطينية في القدسالمحتلة، التي تقوم بتدريس المنهاج الإسرائيلي". ونوهت الى أن معظم المدارس في شرق المدينة تدرس المنهاج الفلسطيني، وأن خريجي تلك المدارس يخضعون لامتحان شهادة الثانوية العامة التابعة للحكومة الفلسطينية، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت المزيد من المدارس في القدسالمحتلة بتدريس المناهج الدراسية الإسرائيلية"، على حد زعمها يذكر أن عدد المدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني في القدسالمحتلة تبلغ 180 مدرسة، وفي العام الماضي كانت عشر مدارس فقط، فيها صفوف موجهة نحو تحصيل شهادة الثانوية العامة وفق المنهاج الاسرائيلي. وقال أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم مراد السوداني أن هذه السياسة تأتي ضمن مشروع استيطاني إحلالي كبير يستهدف فيه احتلال مدينة القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية، وأن هذا الإجراء الخبيث بحق مدارسنا وطلابنا في مدينة القدس تتجاوز حدوده جودة المساقات ونوعية التعليم ومواكبة التطور كما يروج الاحتلال، والحقيقة إن الاحتلال يستهدف بذلك الهوية والعبث بعقول الطلاب وسلخهم عن تاريخهم وتاريخ المدينة المقدسة وهويتها العربية.