الأمير عبدالله بن فهد الفيصل -يرحمه الله- الحمدلله القائل في محكم كتابه (لكل أجلٍ كتاب) والذي خاطب سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى (إنك ميت وإنهم ميتون) عجيبة هي الكلمات عندما تقف عاجزة في وصف فراق الأحباب، وخاصة عندما يكون من فارقنا إنسان كالعم والوالد عبدالله بن فهد بن فيصل بن فرحان آلِ سعود الذي رحل الى جوار ربه صباح يوم الأربعاء 22 - 10 - 1437ه، وترك فراغاً في القلب والنفس لا يملأه غيره.. ذاك رجلٌ لم تغيره تقلبات الحياة وتداول الأيام، فمنذ ما يزيد على ثلاثين سنة عندما كان والدي يصطحبنا أنا وإخوتي لزيارته كل أسبوع الى قبل أيام من وفاته رحمه الله وهو يمثل جوهر التواضع والأخلاق والدين الوسطي، في محبته للصلاة وقراءة القرآن، أو في مجلسه الثري جوهراً والبسيط مظهراً، أو في بابه المفتوح ترحيباً بكل من أراد السلام عليه أو زيارته، كان طاهر القلب عفيف اللسان ذا قلبٍ رحوم محب لفعل الخير ومساعدة المساكين يهوى اطعام الطيور وكل ذي كبد رطبة.. رحمه الله رحمة واسعة.. قليلون هم أمثاله في هذا الزمان. هذا بعد ما خدم وطنه بإخلاص من خلال أمانة مدينة الرياض وبعد ذلك اصبح عضواً في مجلس العائلة إلى أن توفاه الله. أبا بندر نغتص حزناً لفراقك.. وتملأنا وحشة غيابك.. سنشتاق لحديثك ووجهك الباسم البشوش، ولئن آلمنا رحيلك إلا أن العزاء والسلوان في دعوات محبيك الكثر الذين تزاحم بهم جامع الإمام تركي وامتلأ بهم مجلس العزاء وأسال الله عز وجل كما رفع قدر محبتك في القلوب أن يرفع منزلتك في جنات عرضها السموات والأرض مع النبيين والصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقاً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.