اكدت فرنسا من جديد "دعمها الكامل" لحكومة الوفاق الوطني الليبية التي يرأسها فايز السراج وذلك بعد اسبوع من مطالبته باريس "بتوضيحات رسمية" عن الوجود العسكري الفرنسي في ليبيا. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان وزير الخارجية جان مارك آيرولت وفي اتصال هاتفي مع السراج "جدد دعم فرنسا الكامل لحكومة الوفاق الوطني في عملها من اجل توحيد ليبيا واعادة بناء مؤسساتها". واوضح البيان ان الوزير الفرنسي "اكد مجددا رغبة فرنسا في تعزيز تعاونها مع هذه الحكومة في كل المجالات بدءا من الامن ومكافحة الارهاب". واضاف البيان ايضا ان وزير الخارجية الفرنسي "رحب بقرار السلطات الليبية طلب مساعدة دولية تتمثل بضربات اميركية على اهداف ارهابية في سرت". وكان السراج قد طلب من فرنسا تقديم توضيحات عن الوجود العسكري الفرنسي في شرق ليبيا حيث مقر حكومة غير معترف بها دوليا، معتبرا انه "تجاوز للاعراف الدولية وتدخل مرفوض تماما". وقام السراج باستدعاء السفير الفرنسي لدى ليبيا انطوان سيفان المقيم في تونس والتقى به على هامش القمة العربية التي عقدت الاسبوع الماضي في نواكشوط "ليبلغه احتجاج ليبيا الرسمي على التواجد الفرنسي في المنطقة الشرقية". وكانت فرنسا اضطرت في منتصف تموز/يوليو للاعتراف بوجود عسكري لها في ليبيا مع مقتل ثلاثة جنود فرنسيين في تحطم مروحية في الشرق الليبي، مما تسبب بتظاهرات في مدن عدة في غرب هذا البلد الغني بالنفط بينها العاصمة طرابلس ومصراتة .. وتعترف فرنسا والدول الكبرى بشرعية حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، لكنها تساند رغم ذلك القوات الموالية لحكومة موازية تتخذ من شرق ليبيا مقرا لها وترفض تسليم السلطة الى حكومة الوفاق. وتخوض هذه القوات بقيادة الفريق اول خليفة حفتر منذ اكثر من عامين معارك يومية في مدينة بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) ضد جماعات مسلحة معارضة بينها تنظيمات متطرفة على رأسها تنظيم داعش الارهابي.