الحديث عن اتحاد كرة القدم لايعتبر ذا شجون بل مثقل بالهموم لايمكن أن تدخل من أي مدخل جراء المعاملة التي يتعامل بها القائمون على اتحاد كرة القدم واللجان ومنها الانضباط مع أندية لا حول لها ولا قوة وخصوصاً في الدرجة الأولى والثانية، وتصديقاً لكلامنا فإن ما جرى منذ أيام حول التلاعب بالنتائج في دوري الأولى ووصول ذلك إلى رئيس الهيئة الرياضية مباشرة من دون المرور على اتحاد الكرة الموقر هو صورة عما يجري في الكثير من القضايا الرياضية. والجميل أن من كشف المستور والعناوين العريضة لهذه القضية كان ذكياً جداً لأنه اختصر المسافات إدراكاً منه أن الأعصاب لا تحتمل ما يجري في اتحاد الكرة، وهذا لتوضيح الصورة للهيئة بشفافية كاملة، لأنه لم يعد هناك من يحسب حساباً للاتحاد ولجانه، مهما بلغ دعمه، وفي حال بقيت الأمور على حالها فيجب علينا الاقتناع أن الكرة السعودية ستبقى على حالها ولن تتقدم مع هذا الاتحاد، وما نأمله من رئيسه ومن لجنة الانضباط أن يكون ما حدث درساً لهم في بقية فترتهم ومباشرة أي حدث أولاً بأول وإعلان القرارات بشفافية مطلقة، ونحن على قناعة تامة بأن أي قرار حازم ومنصف ويتخذ بلا تردد سيكون له فوائده الإيجابية بوضع النقاط على الحروف، وردع كل من تسول له نفسه العبث في الرياضة مهما كان موقعه أو منصبه. صحيح أن الانتخابات هي من جاء بهذا الاتحاد لكن الجميع يعرف أن الانتخابات دائماً تكون تكتيكية من خلال وضع القوائم، وما يجري وراء الكواليس، ومن لا يكون برنامجه مدروساً وقادراً على تنفيذه وفق الإمكانات والقدرات والخبرات والكفاءات فسرعان ما تتبخر أحلامه عندما يجلس الجميع على كراسيهم وهذا ما حدث مع الاتحاد الحالي الذي فرض علينا الاقتناع أن الصورة أصبحت واضحة تماماً أمام رئيس هيئة الرياضة وبالتالي انتظار الجميع للحلول لما جرى ويجري لأن هناك أندية في الأولى وفي الممتاز تعاني الأمرين ولا تجد من ينقذ موسمها بشكل صحيح سوى رئيس الهيئة الرياضية وإن كان التدخل في اعمال الاتحاد مرفوضاً دولياً إلا أنه طفح الكيل لدى الجمهور الرياضي لعدم تحقيق العدالة في الكثير من القضايا الشائكة. الجدير ذكره أن الشارع الرياضي ينتظر بشغف ما تسفر عنه قرارات اتحاد الكرة حول إغلاق ملف قضية "التلاعب" التي شغلت الرأي العام منذ منتصف رمضان الماضي، وما أعقبه من إصدار لجنة الانضباط سلسلة من الايقافات مدى الحياة والعقوبات المالية وإنزال المجزل إلى الدرجة الثانية وضرورة تحديد بقاء أندية أخرى في الأولى أو في الثانية والاستفادة من القرار الانضباطي وصعود بعضها إلى الدرجة الأعلى على حساب البعض، وإذا كان قرار اتحاد الكرة يتعلق بشطب نتيجة مباراة المجزل والجيل في الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الأولى بغض النظر عن باقي النتائج فسيكون الصعود من نصيب الباطن الذي سيأتي ثانياً والاتفاق سيكون بطلاً للأولى، وإن كان القرار شطب جميع نتائج المجزل فسيكون الاتفاق أولاً والعروبة يستفيد من القرارات بالصعود من خلال احتلال المركز الثاني "بالمواجهات المباشرة مع الباطن" وإن كان الاحتمال الأول مباراة فقط فسيكون العروبة ثالث الدرجة الأولى. اتحاد الكرة أمام قرار آخر ربما يكون من خياراته يتمثل في إعادة مباراتي "الملحق" من جديد بين صاحب المركز ال12 في "دوري عبد اللطيف جميل" وثالث دوري الأولى. ولايزال الأكثرية يعتريهم حالة من القلق من عدم قدرة هذا الاتحاد الضعيف على اتخاذ القرارات الحاسمة في هذه القضية الشائكة وطالما أنه متردد وقلق ويجامل بعض الأطراف فبكل تأكيد الفشل سيكون أمراً مصاحباً لمنظومته الإدارية.