قال الجيش الكوري الجنوبي إن كوريا الشمالية أطلقت ثلاثة صواريخ باليستية قطعت مسافة تتراوح بين 500 و600 كيلومتر فوق البحر قبالة ساحلها الشرقي في وقت مبكر من يوم امس الثلاثاء. وهذه أحدث حلقة ضمن سلسلة تحركات استفزازية من جانب الدولة الشيوعية التي تعيش في عزلة. وقال الجيش الأميركي إنه رصد إطلاق ما يعتقد أنهما صاروخان سكود وصاروخ رودونغ وهو صاروخ محلي يعتمد على تكنولوجيا سكود التي ترجع للعهد السوفيتي. وأطلقت كوريا الشمالية صواريخ من هذين النوعين مرات عديدة خلال الأعوام القليلة الماضية مما يشير إلى أنه على عكس عمليات الإطلاق السابقة التي اعتبرت محاولات من بيونغ يانغ لتحسين قدراتها الصاروخية فإن الهدف من إطلاق الصواريخ اليوم كان استعراض القوة. وقالت ميليسا هانهام الباحثة الكبيرة في معهد ملبورن للدراسات الدولية في مونتيري بولاية كاليفورنيا "يبدو الأمر سياسياً أكثر منه فنياً" وأضافت "أعتقد أن عدد الصواريخ والمسافة التي تقطعها تجعلهم يذكرون الجمهورية الكورية (كوريا الجنوبية) بما تواجهه". وما زالت الكوريتان في حالة حرب من الناحية الرسمية لأن حربهما في الفترة من 1950 إلى 1953 انتهت دون توقيع اتفاق سلام. وكثيرا ما تهدد كوريا الشمالية بتدمير اليابانوكوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة الحليفة الرئيسية لكوريا الجنوبية. وجاء إطلاق الصواريخ الثلاثة بعد أيام من إعلان كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة قراراً نهائياً بنشر نظام "ثاد" المتطور للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية للتصدي للتهديدات من كوريا الشمالية وهو القرار الذي دفع بيونغ يانغ إلى التهديد "برد ملموس". وقال مسؤول بهيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية "تقديرنا أن هذه الخطوة اتخذت كاستعراض للقوة". وقال الجيش الكوري الجنوبي إن الصواريخ الثلاثة أطلقت من منطقة في غرب كوريا الشمالية بين الساعة 0545 والساعة 0640 صباحا بتوقيت كوريا الجنوبية (2045 و2140 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين). وأضاف في بيان "رحلة الصواريخ الباليستية بلغت 500 كيلومتر إلى 600 كيلومتر وهي مسافة كافية لضرب كل أراضي كوريا الجنوبية بما في ذلك بوسان". وبوسان مدينة ساحلية في جنوبكوريا الجنوبية. وأجرت كوريا الشمالية سلسلة تجارب لإطلاق صواريخ باليستية في الأشهر القليلة الماضية في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي بما في ذلك صواريخ متوسطة المدى في يونيو حزيران وصاروخ أطلق من غواصة هذا الشهر. وأعلنت كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي أن نظام ثاد سينشر في مقاطعة سيونجو الجنوبية. وإلى جانب قرار نشر نظام ثاد في كوريا الجنوبية أغضبت الولاياتالمتحدةكوريا الشمالية في الفترة الأخيرة بوضع زعيمها على قائمة سوداء فيما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان. وقال هوانج كيو-اهن رئيس وزراء كوريا الجنوبية أمام البرلمان أمس "التهديد لأمننا الوطني يتزايد بسرعة كبيرة في فترة زمنية وجيزة."