جني التمور مهارة لايجيدها إلا المتمرسون بدأ المزارعون في منطقة القصيم جني ثمار تمور النخيل المبكرة والتي غالبا ما ينضج محصولها بشكل أبكر من غيرها ومن هذه التمور الونانة والكويري واللحمية، وقد شهد سوق بريدة المركزي بوادر إنتاج النخيل للموسم الجديد، وعّد شيخ مسوقي التمور ببريدة خالد بن علي المشيطي أن بوادر الإنتاج تمثلت بورود كميات وأنواع قليلة من تمور اللحمية والونانة والكويري، موضحاً أن هذه الأنواع مؤشر على قرب ورود كميات كبيرة وتجارية خلال الأيام المقبلة، وأشار إلى أن أسعار الكميات التي وردت تراوحت بين 10 و15 ريالاً للكرتون الواحد الصغير، متوقعاً أن تشهد مدينة تمور بريدة خلال الأيام العشرة المقبلة ورود كميات كبيرة إليها وتنوعاً فيها، مبيناً أن مؤشرات إنتاج الموسم تبشر بجودة الإنتاج. وتعدّ عملية "الخراف" -جني محصول الرطب- مهنة تتطلب مهارة وخبرة وجسما جيدا وقدرة على التحكم والتوازن خاصة، حيث تتوارثها الأجيال ومن المراحل المهمة لدى مزارعي النخيل في وادي الدواسر كغيرها من مناطق ومحافظات المملكة، التي تبدأ مع تباشير طلوع الرطب الأولى، ولازال المزارعون يعتمدون فيها على أدواتهم اليدوية القديمة، رغم وجود بعض الأدوات والابتكارات الحديثة. ويوضح لنا المزارع مبارك بن عبدالرحمن الخنين أن النخيل لا تخرف جميع أنواعها، ففي وادي الدواسر كمثال تخرف بعض الأنواع كالمقفزي، والخلاص، والروثانة والجويخ، وأم قميعة، كما لا تخرف أنواع أخرى كالصفري، والسري، والخضري، حيث تقفل حتى تصرم تمراً، كما أن بعض الأنواع تُجب كالبرحي. ويصف لنا الخنين طريقة الخراف بقوله: المزارع يصعد للنخلة، ويبدأ في انتقاء الرطب المنصف بين شماريخ النخلة بدا بعذوقها السنة، ثم الخافية، ثم العاقوب وهي ترتيب العذوق من الأعلى للأسفل في النخلة، مشيراً إلى أن المزارع بفطنته يبدأ في جني الرطب في أول مرة من خلال مايراه أمام عينيه وهي تسمى بمرحلة البشاير، ويذكر أن هناك أنواع من النخل يمكن أن تخرف يومياً كالمقفزي والمستاني، وبعضه يوم بعد يوم مثل خلاص الوادي، وبعضه كل يوم ثالث كخلاص الأحساء وأم قميعة.