الغباء أمره واضح ويمكن تمييزه بسهولة (كونه ينتهي إما بطريقة خاطئة أو محرجة أو مثيرة للشفقة).. أما الذكاء فأكثر تعقيدا كونه يعتمد على استراتيجيات مقصودة للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.. وفي مقال اليوم سنحاول معرفة أبرز ما يميز الأذكياء مقارنة بالأغبياء: * فالأذكياء مثلا لا يتفاجأون كونهم يخططون للأشياء قبل حدوثها.. فحين يتعلق الأمر بالمال مثلا يستعدون مسبقا للظروف الصعبة.. وحين يتعلق الأمر بالوظيفة يستعدون ببدائل أفضل.. وحتى حين يظهرون في التلفزيون يخمنون الأسئلة التي سيطرحها المذيع مسبقا؛ فكن ذكيا واستبق الآخرين دائما بخطوة.. * والأذكياء يتعلمون من ماضيهم ولا يكررون الخطأ مرتين.. فحين تُكرر الخطأ مرتين فهذا يعني أنك غبي لم تتعلم من تجربتك السابقة.. وحين تكرره للمرة الثالثة والرابعة يصبح حينها قرارا شخصيا ارتضيته لنفسك.. فكن ذكيا وعاهد نفسك ألا تخطئ مرتين! * والأذكياء يضعون عددا كبيرا من الحلول لتجاوز أي مشكلة.. قد يخطئون كثيرا ويجربون كثيرا ولكنهم يتوصلون في النهاية للحل الأفضل.. الغبي لا يعرف سوى طريقة واحده ينهار أو يقف عاجزا حين تفشل.. فكن ذكيا ولا تتوقع حل المشكلة بنفس طريقة التفكير التي صنعتها.. * والأذكياء يفكرون بطريقة مختلفة ويخرجون عن المسار التقليدي في حل المشكلات.. فحين يشاهدون بقعة قذرة على الأريكة عجزت كل المنظفات عن إزالتها يتجاهلون المنظفات ويعمدون لقلب الوسادة على وجهها الآخر.. فكن ذكيا واخرج عن المسار التقليدي في حل المشكلات.. * والأذكياء يملكون الشجاعة لتغيير آرائهم وأفكارهم القديمة.. فعل ذلك الشافعي ومالك بن أنس، وكثير من الصحابة الذين تراجعوا عن فتاوى لهم بعدما تبين خَطؤها، أو وجود ما هو أيسر منها.. وفي المقابل يتمسك الأغبياء بآرائهم إلى الأبد ويعتبرون تغييرها طعنا في شخصيتهم.. فكن ذكيا ولا تملك عقلا متحجرا.. * والأذكياء لا يؤمنون بالحظ ولكنهم يصنعون حظوظهم بأنفسهم ويعرفون من أين تؤكل الكتف.. يفعلون ذلك من خلال تحين الفرصة المناسبة والتوقيت المثالي والتعرف على الأشخاص المهمين.. فكن ذكيا وأصنع حظك بنفسك.. * والأذكياء مثل كل البشر تمر بهم فرص جميلة ونادرة.. الفرق أنهم يتوقعون حضورها ويستعدون لتطبيقها ولا يهربون حين يتفاجأون بحضورها (فكن ذكيا ومستعدا ولا ترفض فرصتك القادمة).. * الأذكياء يدركون أن المجتمع، والبلد الذي يولد فيه الانسان يجعلانه يتبنى أفكارا وآراء ومعتقدات تفرض عليه.. لهذا السبب يحكمون على الأشياء بطريقة مستقلة لا تتقيد بالضرورة ببيئتهم المحلية.. فكن ذكيا وفكر بطريقة مستقلة عن موروثك الشعبي.. * الأذكياء يدركون أنهم "أذكياء" ولكنهم لا يتفاخرون بذلك ولا يستثيرون غيرة وعداء المحيطين بهم.. يعرفون كيف يتحكمون بمشاعرهم ويدركون أن التصرف بغرور وعنجهية يخلق العقبات أمامهم، ويقلل من الفرص التي يقدمها الناس لهم.. فكن ذكيا ولا تقطع شعرة معاوية مع أي انسان. * الأذكياء لا يتخذون قرارات عاطفية أو متسرعة.. يعرفون أن القرارات الحكيمة لا تصدر في لحظة غضب أو تحد أو انتقام أو ضغط نفسي.. حين يمرون بهذه اللحظات يؤجلون قراراتهم ويقولون أشياء مثل دعني أفكر، أو سأجيبك لاحقا فكن ذكيا ولا تتخذ قرارا قبل دراسته بهدوء.. * والأذكياء لا يتوقفون عن التعليم.. يدركون أن مزيدا من المعرفة يعني مزيدا من الفرص والتفوق على الآخرين.. يتابعون ويقرأون ويتعلمون ويسألون دائما.. يعلمون أن الثبات يعني التخلف، والبقاء بلا حراك يسمح للمنافسين بالتقدم فكن ذكيا واجعل الاطلاع عادة يومية.. * والأذكياء مثل الأغبياء يحبون الاسترخاء والترفيه عن أنفسهم.. ولكنهم يعرفون متى وأين يفعلون ذلك.. لا يجعلون متعهم الخاصة تتغلب على طموحاتهم وأعمالهم الجادة.. لا يرتاحون قبل إنجاز أعمالهم كاملة فتصبح متعتهم حينها مضاعفة فكن ذكيا ولا تدع متعك الخاصة تتغلب عليك! * وأخيرا؛ بفضل كل المزايا السابقة يدرك الأذكياء متى يكونون على صواب فيتمسكون بأحلامهم ويحاربون من أجلها.. يدركون مدى صحتها رغم كل الانتقادات وينجحون بتحقيقها رغم كل العقبات.. فكن ذكياً، ولا يُثنيك الأغبياء عن تحقيق أحلامك الرائعة.