أعلن وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة عن استراتيجية الوزارة لتحقيق الفهم المستنير والقضاء على الفهم السقيم أو غير المستنير خاصة المتعلق بالعقائد والأديان والتي تتضمن عدة برامج مدروسة من أهمها تشكيل لجان علمية متخصصة لتنقية كتب التراث وإعادة قراءتها، وبرامج تأهيل متقدمة للأئمة والخطباء داخل مصر وخارجها، والكتاتيب العصرية لحفظ القرآن الكريم ومراكز الثقافة الإسلامية المتطورة إضافة إلى الخطبة المكتوبة المقروءة. وحذر الدكتور جمعة في تصريحات صحفية أمس من الفهم غير المستنير ولا العاقل ولا الراشد المتعلق بالعقائد والأديان والذي أضر بالفهم الصحيح للدين بحيث صار عبئا على الدين والوطن والدولة الوطنية والنسيج المجتمعي، وعلى صورة الإسلام والمسلمين في العالم وعلى مستوى تقدمنا العلمي والثقافي، موضحا أن ذلك الفهم عند بعض الجماعات يفضي إلى ثقافة استسلامية وثقافة التبعية بما يجر في النهاية إلى العمليات الإرهابية والتفجيرية والتخريبية بما يمثل خطرا على منطقتنا وعلى أمن وسلام العالم. وطالب جمعة بضرورة العمل بأسرع وقت على إحياء دور العقل وإعطاء الفرصة للتعبير عن الذات والرأي وبخاصة للنشء منذ نعومة أظافرهم حتى يشبوا على ذلك ويتعودوا عليه لتغيير هذه الصورة وهذا النمط غير الفكري أو النمط الاستسلامي أو نمط الانبطاح الفكري والهزيمة الفكرية والنفسية مع التنسيق بين مختلف المؤسسات والهيئات المعنية لتفعيل الجهود المبذولة في هذا الصدد. وأوضح أن مهمة اللجان العلمية المتخصصة التي ستشكلها الوزارة ستهتم بتنقية كتب التراث وإعادة قراءتها وإخراج مختارات منها تتناسب وروح العصر وتغير الزمان والمكان والأحوال مع الحفاظ على ثوابتنا الشرعية مما هو قطعي الثبوت والدلالة في ضوء قواعد الفهم والاجتهاد الرشيد. وقال جمعة: "إن هدف الكتاتيب العصرية إضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم العمل على فهمه فهما مستنيرا وغرس القيم الأخلاقية والإنسانية وتعميق روح الانتماء الوطني في الناشئة منذ الطفولة وغلق الباب أمام من يعملون على تجنيد النشء مبكراً في إطار تنظيماتهم القائمة على ثقافة الاستسلام وتأليه أمرائهم ومرشديهم المزعومين". وأوضح أن خطة الوزارة لتطوير المراكز الثقافة الإسلامية تهدف إلى غرس الثقافة الإسلامية الصحيحة في إطار مناقشة فكرية وعلمية وعقلية والقضاء على حالة الاستسلام والجمود الفكري وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تدفع في اتجاه التطرف أو الإرهاب. وأشار إلى برامج التأهيل المتقدمة للأئمة والخطباء داخل مصر وخارجها التي تتضمنها الإستراتيجية من خلال تطوير أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة وإعداد المدربين باللغات الأجنبية وفتح أبوابها للأئمة والخطباء من مختلف دول العالم إضافة إلى فتح مراكز أو فروع لها في بعض دول العالم لنشر الفكر الإسلامي الصحيح وتفكيك الفكر المتطرف. ولفت إلى دور الخطبة المكتوبة المقروءة التي بدأتها الأوقاف اختياريا الجمعة الماضي بما ينأى بالمنبر عن كل محاولات الاستغلال السياسي ويضبط ميزان الفهم المستنير وفق منهجية علمية مدروسة وشاملة تؤدي في النهاية إلى صياغة مستنيرة للعقل وطرائق الفهم وتبرز الوجه الحضاري الوسطي السمح للدين الإسلامي الحنيف وتقضي على الفكر الظلامي.