في الصيف تزداد الحاجة إلى شرب الماء بسبب زيادة التعرق، فمع العرق يفقد الجسم كثيرا من المعادن. ولذلك، يكثر تدهور الخلايا (وتشمل مظاهر التقدم في السن من تجاعيد وغيرها) في الصيف أيضاً، فتدهور الخلايا يحدث عندما تفقد الخلية إليكترونا وتصبح شحنتها موجبة، وتسمى تبعا لذلك جذور حرّة (متأكسدة) لأنها تدور في الجسم مع الدم. والجذور الحرّة تدل على كون الجسم يفتقر إلى أيونات الهيدروجين وإلى الأكسجين، والتنفس يوفر الأكسجين لجسم الإنسان، بينما يوفر الأكل والشرب حاجة الجسم من أيونات الهيدروجين. وتوفر ايونات الهيدروجين والأكسجين يحفظ للجسم حيويته ونشاطه. ولكن، بسبب عمليات التصنيع الغذائي (من معالجة وتكرير وغيرها)، وبسبب افتقار التربة للمعادن، وانتشار استخدام المخصبات الكيميائية والمبيدات الحشريّة فيها، وزيادة إضافة الكلور والفلورايد إلى الماء، أصبح الكثيرون يعانون من نقص حاد في أيونات الهيدروجين مما يسرّع من تدهور الخلايا وبالتالي ظهور علامات التقدم بالسن. وهذا يعني أن علامات الشيخوخة (aging) لا ترتبط بالضرورة بالتقدم بالسن!! فقد اكتشف الطب الحديث أن ظهور تلك العلامات ليس أمرا طبيعيا يرتبط بتعاقب السنين إنما هو دلالة واضحة على حدوث تدهور ملايين الخلايا في الجسم بسبب التأكسد، أي بسبب نقص أيونات الهايدروجين. ومن المعروف أن ذرتي هايدروجين وذرة أكسجين تشكّل الماء، ولذلك اتجه اهتمام العلماء لدراسة الماء لتوفير الهيدروجين للجسم. وتعدّ بحوث الدكتور جي باترك فلاناجان G Patrick Flanagan في أنواع الماء في المناطق من العالم التي يكثر بها المعمرون إضافات قيمة لما أدت إليه من نتائج. لقد وجد الدكتور فلاناجان أولاً أن الهيدروجين الذي به إليكترونا واحداً، أي لا تؤثر فيه الجذور الحرّة فيتأكسد، هو أفضل مضاد أكسدة موجود، وهو أيضاً المعادِل للجذور الحرّة. وبحوث الدكتور فلاناجان امتدت لتجد عوامل أخرى تؤثر في جودة الماء مثل الحرارة والطاقة واللزوجة. كما فاجأ الدكتور فلاناجان العالم بمعلومة جديدة مفادها أن ترتيب جزيئات الماء وتكتّلها في الماء ذاته لها دور كبير أيضاً في فعالية الماء في إرواء الجسم. وهذا سبب كون مياه الينابيع (ولدينا النبع العظيم مياه زمزم) أغنى بالعناصر من غيرها من المياه. ولكن مياه الينابيع محدودة، ولذلك اتجه الدكتور فلاناجان إلى علم النانو لتسهيل امتصاص الجسم للمعادن وغيرها من العناصر الغذائية من الماء ومن الغذاء. ولتحويل العناصر إلى ذرات دقيقة قام الدكتور فلاناجان بتطوير عملية من 33 خطوة باستخدام ثلاثة معادن موجودة في أنسجة الجسم، وتلك العملية انتجت ما أطلق عليه محفّز مايكروكلسترز (محفّز التكتلات) الذي يزيد من امتصاص العناصر الغذائية في الجسم بنسبة 300%. فعندما يتم تصغير المواد الغذائية تتحرك الإليكترونات بحريّة أكبر مما يخلق مساحات أكبر لامتصاص الخلايا للماء ولترطيب جزيئات الغذاء فيتحسن امتصاصها، ولتخفيف توتر الخلايا فتنتعش وتصبح أكثر شباباً. وبحوث الدكتور فلاناجان سوف تؤثر على علوم الغذاء والصحة خلال العقود التالية، وفهمها والاستفادة منها يتطلب المزيد من الشرح، وما ذكرته مجرد مقدمة أرجو ان تحفز الباجثين لدينا للقيام بالمزيد في هذا المجال.