هناك تغيرات طبيعية تحدث لعين الإنسان حينما يتقدم في السن، هذه التغيرات تقود إلى ما يسمى «النظر الشيخوخي» أو «صعوبة القراءة المرتبطة بالسن» (presbyopia) وهذا التغير الطبيعي مرتبط بالعدسة المرنة في العين حيث تعتبر العدسة المرنة من أبرز وأهم أجزاء العين المسؤولة عن الجهد البصري بكافة أنواعه. وتتميز العدسة المرنة بأنها متغيرة حسب الحاجة، وتتكيف حسب النشاط المطلوب، فالعدسة ترتخي وتنبسط أثناء القيام بنشاطات بصرية بعيدة المدى كقيادة السيارة ومشاهدة الاشارات المرورية واللوحات الدعائية، وتنضغط ويكبر حجم قطرها أثناء القيام بالنشاطات البصرية القريبة كالكتابة والقراءة والرسم وإصلاح الالكترونيات وغيره. هذه التغيرات المستمرة لوضع العدسة حسب الجهد المطلوب يسمى (تكيف العدسة)، وهذا التكيف يبدأ مع الإنسان ويتطور منذ فترة الرضاعة حتى يبلغ سن الأربعين تقريباً؛ فإذا بلغ الإنسان هذا السن فإن العدسة تفقد مرونتها وقدرتها على التكيف، نتيجة للتغيرات العضوية الطبيعية في العدسة وذلك بأن تفقد الكثير من انسجتها وتتغير تركيبتها العضوية وبهذا تفقد العدسة مرونتها وميزة التكيف بشكل كبير ولكن ليس بشكل كامل، ولكن البقية الباقية من القدرة على التكيف لا تكفي للقيام بهذا النوع من الانشطة القريبة. هذه التغيرات طبيعية وليست مرضية ولا تدعو للقلق، لذا يجب على من بلغ سن الأربعين أو شعر بمظاهر الاجهاد البصري أثناء القراءة قبل حتى بلوغ سن الأربعين أن لا يقلق، فالمسألة حلها سهل وبسيط، وتكمن في وصف نظارات طبية مخصصة للقراءة توصف عن طريق اخصائي بصريات يقوم بفحص شامل للبصر، لأن الوصفات تختلف من شخص لشخص، فالشخص الطبيعي وغير المصاب بأي تاريخ مرضي في بصره تختلف وصفته - قطعاً - عن شخص له تاريخ مرضي أو مشاكل بصرية. وتفصيل هذه الجزئية ستتضح في بقية المقال. من الممارسات غير الصحية ما نشاهده في كثير من الأسواق والمحلات غير الطبية من بيع وصفات جاهزة للقراءة. فما على (الزبون) الا تجربة الانواع المعروضة امامه ثم شراء ما يعتقده مناسباً له، وفي حالة ترددك أو تشكيك فإن (البائع) لن يتوانى لحظة في حثك بشتى الأساليب، ولربما تجاوز إلى الاسئلة الخاصة؛ كأن يسأل عن السن واعطائك ما يناسبك (بزعمه). هذا التجاوز الخطير غير الصحي، وغير الأخلاقي، له مضاعفات وآثار كبيرة على المريض المحتاج لنظارات تساعده على القراءة والقيام بالأعمال القريبة. ويمكن ايجاز خطورة هذا التجاوز في نقطتين رئيسيتين: 1 - وجود عيوب انكسارية: هناك ثلاث عيوب انكسارية تؤثر على كافة النشاطات البصرية للإنسان بما فيها القراءة: ٭ قصر النظر (myopia): وهذا العيب يحدث حينما تكون القرنية أو العدسة أو كلاهما متحدبتين أكثر من الحد الطبيعي، أو حينما يكون الطول المحوري للعين أطول من المستوى الطبيعي؛ كل هذه العوامل تؤدي لتغير التركيز للصورة الساقطة على الشبكية، فتظهر الصورة للاجسام البعيدة مشوشة وغير واضحة، ويحتاج حينها المريض لعدسات مقعرة (سالبة) لتصحيح هذا الخطأ أو العيب الانكساري. ٭ أخصائي البصريات