أحسن الاتحاد السعودي لكرة القدم صنعاً حينما تعاقد مع البرازيلي باكيتا مدرباً لمنتخبنا الوطني إلى ما بعد نهائيات كأس العالم القادمة بعام. ومصدر الاستحسان هنا مبني على عدة عوامل جميعها تصب في صالح «الداهية» الذي فك ارتباطه الوثيق مع الهلال استجابة من إدارته الواعية لنداء الوطن وهو الذي حقق معهم «الاحتكار» لجميع البطولات المحلية وأحدث نقلة نوعية في مستوى الفريق وثباتاً مشهوداً في جميع اللقاءات. وجاء اختيار باكيتا لأفضليته الساحقة على كثير من الأسماء التي طرحت بجوار اسمه قبل الاختيار لكثير من الأسماء العملاقة وعلى رأس هؤلاء الخبراء الروماني انجل يوردانيسكو إضافة إلى بعض الأسماء الأخرى التي استبعدت لأنها لا تلائم مرحلة الأخضر الحرجة نظراً لقرب موعد النهائيات العالمية. وتظل عملية «الطموح» النقطة الأبرز والفاصلة لأفضلية باكيتا فهو مازال في وسط سلم «العالمية» ويطمح في الوصول إليها عبر مقارعة الكبار في البطولة الأكبر إضافة إلى كونه يملك الأسلحة الكاملة والأدوات التي يحتاجها الممرن الذكي في بلوغ مآربه وغاياته ويريد أن يسير في ذات الخط الذي مشى به سابقوه من الأسماء البرازيلية الكبيرة والتي بدأت من ملاعبنا قبل الوصول لغاياتهم وطموحاتهم المشروعة ويتقلدوا مناصب «وثيرة» سواء على مستوى منتخب السامبا أو غيره من المنتخبات العالمية من أمثال زاجالو وكندنيو وجويل سانتانا وديدي ولوكسمبورجو وسكولاري وغيرهم الكثير. في حين أنه «أي باكيتا» يمتلك منهجية وفلسفة تدريبية خاصة تتلاءم بشكل تام مع اللاعب السعودي وله معرفة كبيرة أيضاً بقدرات اللاعب المحلي وطبيعة المنافسة لدينا. وهو في كل الأحوال أفضل بمراحل من «يوردانيسكو» المتشبع طموحاً وشهرة باعتبار أنه قاد منتخب بلاده قبل اثنتي عشرة سنة للرابع في مونديال أمريكا، وهو الذي احتفل قبل أيام قلائل بالحصول على المركز العاشر في مسابقة أفضل عشرين مدرباً في العالم للعام الميلادي المنصرم. وهو لم يحضر لدينا إلا من أجل «المال» والمال فقط بدليل أنه رفض تدريب المنتخب الوطني قبل تعاقد الاتحاد معه بأيام قلائل والمدرب الذي يرفض منتخباً قادراً على إيصاله بشكل أكبر بحكم طبيعة المنافسة التي سيخوضها معه ويوافق على تدريب فريق من ذات البلد يعطي دلالة لا تقبل الجدل أنه لم يحضر إلا من أجل المادة، ثم إن مسألة تباين الطموح لنا معها تجارب علنا نستفيد منها في هذا الجانب، فالظهور الأول والمبهر للكرة السعودية في مونديال أمريكا تحت قيادة «المغمور» خورخي سولاري الذي أراد أن يبني لنفسه ولنا مجداً وتحقق للطرفين المراد. وفي فرنسا لم تنفعنا عالمية «كارلوس البرتو بيريرا» في تحقيق ما نصبو إليه، وهو الذي احتفل في أمريكا بتحقيق الكأس مع رفاق روماريو ودونقا. في العارضة - إذا ظهر محترف الهلال الجديد «جيوفاني»، بذات المستوى الذي عرف عنه فإنه بلا شك سيعيد للذاكرة النشاط صوب العملاق «ريفيلينو». - بقي على إدارة منصور البلوي أن تحضر لاعباً أجنبياً جديداً غير الذي تفاوضه حالياً ليكتمل بذلك تشكيلة فريق كامل من المحترفين الأجانب في موسم واحد وتبقى «دكة الاحتياط» في الموسم القادم. - عبدالعزيز الدوسري رئيس نادي الاتفاق نموذج للإداري الواعي المثقف على عكس إدارة «القدر والملاس». - الأهلي الجديد بقيادة المبدع نويوتشيا سيكون له كلمة مسموعة في بقية المنافسات في حال الاستمرار على ذات المنهجية. [email protected]